জাইতুনা ওয়া সিন্দিয়ানা
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
জনগুলি
كان عليه أن يجد نفسه أولا قبل أن يجد طريقه للخلاص من أزمته الطويلة، وقد وجدها عندما وجد كذلك مكانه بين التيارات الأدبية المتلاطمة من حوله، وعرف أن دوره الحقيقي هو الجمع بين تراثه الأدبي الموروث، وبين التراث الألماني والعالمي في وحدة واحدة، أي عندما تأكد لديه الوعي بمهمته وواجبه في الحياة والشعر؛ مد الجسور بين أدبين وتراثين وعالمين، وترك جذور السنديان والزيتون تتعانق بقوة في داخله، كما تتعانق خطوط الطول.
الفصل الثالث
وطن في الغربة
(أ) يستحيل على أي قول أو فعل - بل يستحيل على الصمت نفسه - أن يخلو من السياسة. ومن رابع المستحيلات أن يخلو قول أو فعل أدبي من موقف أو وجهة نظر، مباشرة أو غير مباشرة، عما يحدث في بلد الأديب، أو في العالم من أحداث تتصل بقضايا وأسئلة ومشكلات كبرى في حياة البشر، كالحرب والسلام، والحرية والاستعباد، والعدل والظلم والاضطهاد، والفقر والجوع ... إلخ.
وقد آمن عادل قرشولي منذ البداية بأنه شاعر سياسي ملتزم، وإن كان قد حرص منذ البداية أيضا على أن ينأى بنفسه عن الأحداث السياسية التي تجري كل يوم، وعن الدخول في أي حزب سياسي علني أو سري. شعر منذ الستينيات شعورا عميقا بأنه سياسي، كما أحس إحساسا جارفا بأن أي حدث سياسي هام، ومن ثم أي حدث إنساني يقع في بلده أو خارجها، يهز وجدانه إلى الحد الذي يجبره على تشكيل تجربته له في شكل فني.
ويتجلى هذا الموقف السياسي والإنساني العام - الذي لم يزل الشاعر ملتزما به التزاما أساسيا - منذ بداية محاولاته لكتابة القصيدة الألمانية في أوائل الستينيات. يكفي أن نستشهد على هذا بإحدى قصائده المبكرة التي استجاب لها جمهور الشباب الذين استمعوا إليها في إحدى الندوات، التي كان وما يزال حريصا على قراءة مختارات من شعره فيها، وهي قصيدته «نداء من أجل فيتنام»:
أريد أن أهز الحالمين في الشوارع،
أن أنتزع فنجان القهوة من اليد الهادئة المطمئنة،
أن أقف في القاعة حيث يسبحون في سماوات «باخ» الإلهية، وأصرخ فيهم،
أصرخ بملء حنجرتي:
অজানা পৃষ্ঠা