وسأله فرانك: «أنت بخير؟»
وأومأ زيتون وصعد الدرج.
وسمع الصوت يقول وقد شاع فيه الأمل: «مرحبا!»
حاول أن يفتح الباب الأمامي ولكنه لم ينفتح، وركله زيتون فلم يتحرك، فركله من جديد. لم يتحرك. كان ارتفاع الماء يصل الآن إلى صدره، فاندفع بجسمه كله ضاربا الباب، وكرر ذلك مرة أخرى، وأخرى، وأخيرا انفتح. •••
وفي داخل المنزل وجد عجوزا تحوم حوله، كانت في السبعينيات من عمرها وذات جسم ضخم، ويزيد وزنها على 90 كيلوجراما. كان ثوبها المزركش منشورا على صفحة الماء مثل زهرة ضخمة طافية، ورجلاها تتدليان تحتها. كانت تتعلق برف كتب خشبي.
وقالت: «ساعدني.»
وتحدث زيتون برقة إلى المرأة، مؤكدا لها أنها سوف تلقى الرعاية. كان يعرف أنها ظلت على الأرجح في ذلك المكان ممسكة بالأثاث أربعا وعشرين ساعة أو أكثر. لم تكن أمام عجوز كهذه أدنى فرصة للسباحة حتى تصل إلى بر الأمان، ناهيك بالقوة اللازمة لإحداث خرق في السقف. وحمد الله على أن المياه كانت دافئة ، وإلا ما كتبت لها النجاة.
وجرها زيتون إلى الباب الأمامي ولمح فرانك في القارب، كان مذهولا لا يصدق ما تشاهده عيناه.
لم يكن أحد يدري الخطوة التالية، كان من العسير أن تركب امرأة بهذا الحجم ذلك القارب الصغير في الظروف العادية، كما أن رفعها لإدخالها القارب يتطلب أكثر من رجلين، وحتى لو نجحا في إدخالها القارب فلن يستطيعا قطعا أن يدخلا معها. لا بد أن ينقلب القارب دون أدنى شك.
وتبادل زيتون وفرانك حديثا هامسا مسرعا، واتفقا على أنه ليس أمامهما سوى أن يتركاها وأن يأتيا بالغوث لها، وقررا أن يمضيا مسرعين إلى كليبورن، فهو شارع فسيح كانا واثقين بأنه سوف يستخدم لسفن الإنقاذ، وهناك يستدعيان إحداها، وذكرا ما فكرا فيه للمرأة، كان يشقيها أن تترك وحدها مرة أخرى ولكنه كان الخيار الوحيد.
অজানা পৃষ্ঠা