قالت كاثي: «عبد الرحمن زيتون.» وأملت الحروف حرفا حرفا.
وسمعت كاثي صوت الضرب على مفاتيح الكمبيوتر.
ثم قالت المرأة: «ليس هنا!»
فأعادت كاثي هجاء الاسم.
وسمعت من جديد صوت مفاتيح الكمبيوتر.
وقالت المرأة من جديد: «ليس لدينا أحد بهذا الاسم!»
وحاولت كاثي الاحتفاظ بهدوئها، فقالت للمرأة إنها تلقت لتوها مكالمة من أحد العاملين بوزارة الأمن الداخلي، وإن ذلك الرجل أخبرها أن عبد الرحمن زيتون موجود في ذلك السجن نفسه.
وقالت المرأة: «ليس اسمه في سجلاتنا.» ثم أضافت قائلة: إن سجلات سجن هنت تخلو من جميع أسماء الذين دخلوه بسبب الإعصار، كما لا تتضمن نظم الكمبيوتر في هذا السجن أسماء سجناء من نيو أورلينز، واختتمت إيضاحها قائلة: «جميع هذه السجلات ورقية، وليست لدينا هذه الأوراق، ليست لدينا أي سجلات لهؤلاء الأشخاص، فهم تابعون للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.»
كادت كاثي تنهار؛ إذ أحست بالدنيا تدور من حولها، وبأنها لا حول لها ولا قوة، لم يكن لديها رقم تليفون الرجل الذي اتصل بها من وزارة الأمن الداخلي، وشتمت نفسها لأنها لم تطلب منه أن يبين لها سبيل الاتصال به. وها هي ذي تسمع أن زوجها ليس في المؤسسة التي قال رجل الوزارة ورجل التبشير إنهما شاهداه فيها. هل كان ذلك نوعا من التلاعب؟ هل دخل زوجها السجن أصلا؟ ربما دخل ثم نقل، أي إنه كان سجينا في سجن هنت ثم طلبته هيئة أخرى بعد ذلك، وعندها نقلوه في الخفاء إلى سجن سري في مكان ما.
قالت لنفسها إن عليها أن تذهب، أن تقصد سجن هنت وتصر على مقابلته؛ إذ كان من حقها أن تقابله، فإن لم يكن هناك فسوف تطالبهم بإخبارها بالمكان الذي نقل إليه. لم يكن أمامها سوى ذلك.
অজানা পৃষ্ঠা