وسأل ناصر: «أتظن حقا أنهم يعتبروننا إرهابيين؟»
ودارت عينا تود في محجريهما وقال: «قطعا وإلا فلم يحبسوننا وحدنا في هذه الزنزانة بينما يحشرون الجميع معا؟ نحن الحيتان الكبرى هنا. نحن الصيد الثمين.»
وعلى امتداد النهار، وصل نحو ستة سجناء آخرين إلى المحطة وأدخلوا الأقفاص. وكان هؤلاء يرتدون ثيابهم المدنية؛ ولا بد أنهم اعتقلوا بعد انتهاء العاصفة، على نحو ما حدث لزيتون ورفاقه. واتضح النسق المتبع الآن: كان السجناء المنقولون من سجون أخرى يأتون بالأوتوبيس ولا يخضعون للتحقيق معهم، وأما الذين قبض عليهم بعد العاصفة فكان التحقيق معهم يجرى داخل المحطة ثم يدخلون السجن من باب المحطة الخلفي.
وأثناء استماع زيتون عرضا إلى الأحاديث التي يتبادلها الحراس والسجناء، أدرك أن الحراس والجنود كانوا يشيرون إلى السجن ببعض أسماء التدليل، أو باسمين على الأقل منها ؛ إذ كان البعض يسمونه جنوب أنجولا، ولكن عددا أكبر كان يسميه معسكر جراي هاوند.
وفي العصر جاء أحد الحراس إلى رجل في قفص مجاور لقفص زيتون، وتحدث مع سجين يرتدي رداء برتقاليا عدة دقائق وأعطاه سيجارة، ثم عاد إلى محطة الأوتوبيس.
وبعد لحظات عاد الحارس على رأس طاقم صغير من رجال التليفزيون، وقادهم الحارس مباشرة إلى الرجل الذي كان قد أعطاه السيجارة، وقام المذيع بإجراء مقابلة تليفزيونية مع ذلك السجين، وكان قد اتضح لزيتون أن طاقم التليفزيون إسباني، وبعد عدة دقائق، اقترب المذيع من زيتون وفي يده الميكروفون وبدأ يطرح سؤالا.
فصرخ الحارس بأعلى صوته: «لا! ليس مع هذا الرجل!»
وأخذ طاقم التصوير إلى محطة الأوتوبيس.
وقال تود: «مصيبة! لقد رشوا ذلك الرجل!»
وأثناء خروج طاقم التليفزيون، مر المصور بعدسته على السجن المفتوح كله، بما في ذلك زيتون، وكان في آلة التصوير مصباح يشع ضوءا ساطعا، وشعر زيتون بأن تسليط هذا الضوء عليه وإظهاره للعالم في صورة مجرم في قفص، أمر مهين أثار حنقه الشديد. كانت تلك تهمة زائفة.
অজানা পৃষ্ঠা