ودخلت كاثي الحمام وغطت وجهها بفوطة وصرخت. وأحست بجسدها يتشنج لكنها حاولت ألا تصدر أي صوت.
الجمعة 9 من سبتمبر
لم يكن أمام كاثي سوى أن تكذب، لم تلجأ في حياتها قط إلى الكذب الصريح على أطفالها، ولكن ذلك يبدو الآن لازما، وإلا انفلتت أعصابهم جميعا. كانت تعتزم إلحاقهم بالمدرسة يوم الإثنين، وإذا كان لأطفالها أن يتسلحوا بالقوة اللازمة لمواجهة هذا الموقف فلا بد أن يعتقدوا أن والدهم بصحة جيدة وعلى اتصال بهم. وهكذا أثناء الإفطار عندما سألتها عائشة إن كانت قد سمعت من أبيها، لم تتردد كاثي.
قالت: «نعم. اتصل بي ليلة أمس.»
وسألتها نديمة: «على أي تليفون؟» لم يكن الأطفال قد سمعوا أي رنين.
وقالت كاثي: «تليفون يوكو. أدركته من أول رنة.»
وقالت نديمة: «هو في المنزل إذن؟»
وأومأت كاثي. وعلى الرغم من ذكاء الأطفال وتشككهم في كل شيء، فإنهم صدقوها، وخصوصا نديمة وزخاري. وسواء كانا يحسان الكذبة أو لا، فقد كانا يريدان تصديقها، وكان إدراك موقف صفية وعائشة أصعب، ولكن كاثي كانت قد نجحت مؤقتا في تهدئة مخاوف أطفالها، ولم يعد عليها سوى مكابدة قلقها ومخاوفها الشخصية.
وبمجرد انتهاء الإفطار رن جرس التليفون، فوثبت كاثي إليه.
كانت عائشة، إحدى أخوات زيتون الأخرى. كانت تعمل مديرة لمدرسة ابتدائية في جبلة، وتتحدث الإنجليزية كذلك.
অজানা পৃষ্ঠা