وسألها: «كيف حال عبد الرحمن؟» - «لم أسمع منه شيئا. فهل سمعت أنت؟»
فقال عدنان إنه لم يسمع.
كانت كاثي وحدها تنشد التسرية فأدارت جهاز التليفزيون، وتحاشت نشرات الأخبار، فعثرت على برنامج المقابلات التليفزيونية الذي تقدمه المذيعة أوبرا وينفري. كانت تظن أن ما وجدته هو ذلك البرنامج، ولكنها أدركت أنه تحقيق إخباري يتضمن فقرات من برنامج اليوم السابق، وتستضيف فيه المذيعة المذكورة رئيس شرطة نيو أورلينز إدي كامباس، وعمدة المدينة ناجين.
كان كامباس ينعى المدى الذي وصلت إليه الجريمة في القبة الكبيرة، قال وهو يبكي: «كان لدينا أطفال هناك. أطفال صغار تعرضوا للاغتصاب.» وقال العمدة ناجين: «منذ ثلاثة أيام بدأنا توزيع الطعام بنظام الحصص، والناس يتقاتلون. وهذا في رأيي سبب انحدار الناس إلى هذه الحالة التي تكاد تكون حيوانية، أي افتقارهم إلى الموارد. كانوا محاصرين. ويستعد المرء لمشاهدة شيء ليس قطعا مستعدا لمشاهدته. لدينا أناس ظلوا واقفين في القبة الكبيرة الملعونة خمسة أيام وهم يشاهدون جثث الموتى، والبلطجية وهم يقتلون الأشخاص، ويغتصبونهم. هذه هي المأساة. الناس يحاولون أن يتركوا لنا أطفالا على شفا الموت.»
وأطفأت كاثي جهاز التليفزيون من جديد، وهذه المرة إلى الأبد. واتصلت بتليفون المنزل في شارع كليبورن، وظل الرنين يتردد ويتردد، وظلت تسير في الغرفة، ثم خرجت من المنزل إلى الحر الخانق في مدينة فينيكس، ثم عادت للدخول، واتصلت من جديد، وكان صوت الرنات يبدو أجوف، موحشا. •••
بلغت الساعة الرابعة ولم يتصل.
واتصلت بأحمد من جديد في إسبانيا. لم يكن زيتون قد اتصل به هو الآخر، وقد ظل يتصل بمنزل شارع كليبورن طول النهار، عبثا.
وفي آخر ساعات العصر عاد الأطفال.
وسألت نديمة: «هل اتصل بابا؟»
وقالت كاثي: «لم يتصل إلى الآن، وما زلنا ننتظر.»
অজানা পৃষ্ঠা