فأخذ عمرو ذلك العهد وقبله، ووضعه على رأسه، ثم وضعه أمامه، وخرج جعفر، ثم أرسل عمرو بن الليث (جيشا) على مقدمته محمد بن بشر وعلى بن شروين وأحمد دراز عن طريق نهر آمو لملاقاة إسماعيل بن أحمد، وعبر إسماعيل بن أحمد النهر عن طريق زم 88.
وقدم إليهم وقاتل، ودخل أحمد دراز فى أمان إسماعيل بن أحمد، وهزم محمد بن بشر، وجد الجيش فى طلبه حتى قتل أثناء تلك الهزيمة مع سبعة آلاف رجل، وأسروا شروين، وكان هذا يوم الإثنين الثامن عشر من شوال سنة ست وثمانين ومائتين، وحينما أسروا على بن شروين تشفع له أحمد دراز فلم يقتلوه وحبسوه فى سجن بخارى حتى مات.
وذهب إسماعيل بن أحمد إلى بخارى، ورجع جيش سيستان إلى عمرو (ملطخا) بالهزيمة والعار، وقدموا إلى نيشاپور، ولما رآهم عمرو تضجر وضاق صدره فقالوا:
أيها الأمير لقد أعدوا مائدة عظيمة أشهى من هذه، ونحن حتى الآن لم نتناول غير طبق واحد، فقل لمن لديه الشجاعة والشهامة: اذهب حتى تأكل، فصمت عمرو، وأعد جيشا جهزه بالعدة والسلاح، واتجه الجيش من نيشاپور إلى بلاد ماوراء النهر (مزودا) بالعتاد الكثير (مجللا) بالأبهة والعظمة.
ولما وصل إلى بلخ التقى بإسماعيل بن أحمد، ودارت رحى الحرب، ولم يمض قليل من الزمان حتى دحروا عمرو بن الليث، وانهزم عسكره، وقبض عليه فى هذا الوقت، وأسروه وأتوا به إلى إسماعيل بن أحمد.
وكانت هزيمة عمرو يوم الثلاثاء منتصف ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين 89، وفى الحال أرسله إسماعيل إلى سمرقند، ولما وصل الخبر إلى المعتضد سر سرورا بالغا، وأرسل عبد الله بن الفتح إلى خراسان ومعه عهد خراسان والتاج والخلع الكثيرة إلى إسماعيل بن أحمد فى سمرقند سنة ثمان وثمانين ومائتين. وبعث أشناس 90 ليحضر عمرا، ولما حملوه إلى بغداد ومثل أمام المعتضد قال المعتضد: الحمد لله أن كفى شرك وفرغت القلوب من أمرك. وأمر فسجنوه، وظل مسجونا حتى مات، وكانت وفاته سنة تسع وثمانين ومائتين 91.
পৃষ্ঠা ২০৭