دلوقت بس فهمتك، دلوقت بس عرفت ليه أنا كنت بحبك، ليه دونا عن كل طالبات الكلية، دونا عن كل البنات والستات كنت بحبك. لما كنت ابص في عينيكي كنت باخاف، ما كنتش بعرف أنا باخاف ليه، ولما تمشي من قدامي اضحك لنفسي واقول عبيط، ما هي واحدة زي كل الباقيين. لكن لما أشوفك من بعيد ابقى عاوزك تقربي مني عشان اشوف عينيكي وابص فيها واعرف أنا باخاف من إيه، كنت عاوز أعرف أنا باخاف من إيه، كنت أستاذك وانت تلميذة، تلميذة مبهدلة؛ شعرها منكوش وفستانها قديم وجزمتها كعبها متاكل ومعوج، ولما تمشي من قدامي أضحك لنفسي وأقول عبيط، لكن لما ألمحك من بعيد أبقى نفسي تقربي عشان اشوف عينيكي وابص فيها واعرف ليه أنا باخاف. دلوقت بس عرفت إني كنت بخاف من نفسك، نفسك دي اللي لقيتيها بعد ما مشيتي مشوار طويل وقطعتي الطريق، نفسك دي اللي لقيتيها وماسكاها بإيديكي واسنانك ومتبتة فيها ومش ممكن تخسريها، نفسك دي اللي كنت باشوفها جوه عينيكي من جوه ومقدرش امسكها، أمسك إيدك وماقدرش أمسكها، أمسك جسمك كله بين إيديا ومقدرش أمسكها. فاكرة الليلة الوحيدة اللي مضناها سوا، ما تتصوريش يا نادرة أنا الليلة دي حسيت بإيه، حسيت إنك بتديني كل حاجة، كل حاجة في جسمك إلا نفسك، حسيت ليلتها إنك غالية قوي، نفسك غالية قوي، مش ممكن أقدر آخدها، ما حدش يقدر يأخدها، بأي تمن، أغلى من أي تمن، أغلى من إنها تتشري أو تتباع بالعملة المتداولة في عالمنا، العملة اللي بتحسب واحد + واحد = اتنين. وخفت يا نادرة، لقيت الطريق لك صعب وغالي، واستسهلت واسترخصت؛ اشتريت تفيدة بكل فلوسي وخفت اتجوزك، عاوز مراتي تكون أنيقة ومن عيلة وراقية وأبوها مركزه كبير مش عامل في المصنع. سامحيني أنا عرفت دلوقت بس، أنا فهمت دلوقت بس، أنا اتعلمت دلوقت بس. صحيح اتأخرت في التعليم، بعد ما كبرت وشبت وبقيت أستاذ كبير، اتعلمت دلوقت بس وتلميذتي هي اللي علمتني. (يركع عندها)
سامحيني يا نادرة لأن أنا اللي خسرت مش انت، أنا خسرت نفسي، وعشرين سنة من عمري (يبكي) .
المشهد السابع (نفس المنظر السابق.) (د. فهيم جالس، يقف أمامه د. توفيق.)
د. فهيم :
بتقول إيه يا توفيق؟
د. توفيق :
التمورجي شهدي يا فندم مستمر في إضرابه عن الأكل، مش عارف طالعة في دماغه حكاية الزرقا دي، مش راضي يبطل ليل نهار يقول فيه زرقا، لا نافع فيه تخويف ولا نافع فيه ضرب؛ باين عليه مسكين فقد عقله.
د. فهيم (بصوت هادئ جدا) :
لا يا توفيق، شهدي ما فقدش عقله، احنا اللي فقدنا إحساسنا، شهدي كنا بنشوفه تمورجي صغير وهو في الحقيقة كان الإنسان، النفس، الروح، القوة، الإله، اللي جوه الإنسان. وأنا، أنا الأستاذ الدكتور فهيم كانوا بيشوفوني، إله مع إني في الحقيقة كنت صغير، كنت أسير، كنت عبد من العبيد. شهدي هو الحقيقة، شهدي بيقول الحقيقة، أيوه فيه زرقا، فيه زرقا يا توفيق (توفيق ينظر إليه مذهولا) .
توفيق (بصوت ذاهل) :
অজানা পৃষ্ঠা