من أين؟ فقالت: من عنده، قلت: ما الذي صنعت؟ قالت: إستوهبتك منه، قلت: إن صدق منامي فإني أجدها ميتة، فلما أصبحت وجدتها ميتة.
قال عمر بن ا " فطاب ﵁: يصيح صائح يوم القيامة يقول: أين الذين أكرموا الفقراء والمساكين في الدنيا، ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم ولا أشتم تحزنون.
وقال بعض السادة الصالحين: رأيت أحمد بن طولون بعد موته في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: لما قبضت روحي ساقني سائق عنيف، فمررت على جهنم، وقد فتحت أبوابها وارتفع دخانها، فخفت خوفًا شديدًا وأيقنت بالهلاك، وإذا بجارية جميلة طيبة الرائحة قد أتت إلي، وقالت: يا أحمد لا تخف فقد وهبت لي، ثم وقفت بيني وبين النار فأنكف عني لهيبها، فقلت لها: من أنت؟ فقالت: صدقتك التي كنت تخفيها يمينًا وشمالًا. ثم نادى مناد من تحت العرلش،: ادخلوه الجنة من باب المغفرة، فأدخلت الجنة وصرت إلى ما ترى، فقلت: ما هذه الكتابة التي طهرت عليك، فقال حياء مما كان.
وقال بعض الصالحين: مات أخ لي فرأيته في المنام، فقلت له: يا أخي، كيف ترى حالك حين وضعت في قبرك؟ قال: يا أخي، أتأني بشهاب من نار. فلولا أن دعا داع لي لهلكت.
وقيل في المعنى شعر:
تقينت أبي مذنب ومحاسب ... ولم أدر مجروم أنا أو معاقب
وما أنا إلا بين الأمرين واقف ... فأما سعيد أم بذنبي مطالب
وقد سبقت مني ذنوب عظيمة ... فيا ليت شعري ما تكون العواقب
فيا منقذ الغرقى ويا كاشف البل ... ويا من له عند الممات مواهب
أغثنا بغفران فإنك لم تزل مجيبًا ... لمن ضاقت عليه المذاهب
وقال مغيث بن شيبة ﵁: أوصتني والدتي عند موتها، فقالت: يا
1 / 52