رشأ قد أفلت من شركى ... والبين غدا يتصيّده
سرب قد عنّ بذى سلم ... وغدا بفؤادى أغيده
وتطاول يتبعهم نظرا ... صبّ قد طال تبلّده
حرّان القلب متيّمه ... حيران الطرف مسهّده
وأبرع من عارضها من المعاصرين فخر مصر والشرق أمير الشعراء أحمد شوقى (بك) إذ يقول:
مضناك جفاه مرقده ... وبكاه ورحّم عوّده
حيران القلب معذّبه ... مقروح الجفن مسهّده
أودى حرقا إلا رمقا ... يبقيه عليك وتنفده
يستهوى الورق تأوّهه ... ويذيب الصخر تنهّده «١»
ويناجى النجم ويتبعه ... ويقيم الليل ويقعده
ويعلّم كلّ مطوّقة ... شجنا في الدّوج تردّده
كم مدّ لطيفك من شرك ... وتأدّب لا يتصيّده
فعساك بغمض مسعفه ... ولعلّ خيالك مسعده
الحسن حلفت «بيوسفه» ... و«السورة» أنك مفرده
قد ودّ جمالك أو قبسا ... حوراء الخلد وأمرده
وتمنّت كل مقطّعة ... يدها لو تبعث تشهده
جحدت عيناك زكىّ دمى ... أكذلك خدّك يجحده
قد عزّ شهودى إذ رمتا ... فأشرت لخدك أشهده
وهممت بجيدك أشركه ... فأبى واستكبر أصيده
وهززت قوامك أعطفه ... فنبا وتمنّع أملده «٢»
1 / 11