وقال بعض أهل العصر في وصف غلام: وجهه قيد الأبصار، وأمد الأفكار، ونهاية الاعتبار.
وقال أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد «١»:
وقد أغتدى للصّيد غدوة أصيد ... أعاجل فيها الوحش والوحش هجّد «٢»
فعنّت ظباء خفن تحتى مطلق اليدين ... به أيدى الوحوش تقيّد «٣»
فأدركتها والسيف لمعة بارق ... ولم يغنها إحضارها حين تجهد «٤»
وقد رعتها إذ كان شعرى رائعا ... وطرف مشيبى عن عذارى أرمد «٥»
وما بلغت حدّ الثلاثين مدّتى ... وهذا طراز الشيب فيه يمدّد «٦»
وأبيات ابن الرومى من أجود ما قيل في حسن الحديث، وقد توسّع الشعراء فى هذا الباب، وكثر إحسانهم، كما كثر افتنانهم، وسأجرى شأوا في محتار ما قيل في ذلك، وأعود إلى ما بدأت به.
[ما يستملح مما قيل في حسن الحديث]
قال القطامى- واسمه عمير بن شييم التغلبى «٧»، وسمى القطامى لقوله:
يحطّهنّ جانبا فجانبا ... حطّ القطامىّ القطا القواربا «٨»
وقال أبو عبيدة: ويقال للصقر قطامى وقطامى:
وفي الخدور غمامات برقن لنا ... حتى تصيّدننا من كلّ مصطاد
يقتلننا بحديث ليس يعلمه ... من يتقين ولا مكنونه بادى «٩»
1 / 47