ولدى ذكره مدينة القسطنطينية قال: «وهي متناهية في الكبر منقسمة بقسمين بينهما نهر عظيم فيه المد والجزر على شكل وادي سلا من بلاد المغرب.»
97
ولعله يقصد بالنهر العظيم مضيق البوسفور حاليا الذي يصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة.
أما «مدينة كنباية، وهي على خور من البحر وهو شبه الوادي تدخله المراكب، وبه المد والجزر وعاينت المراكب به مرساة في الوحل حين الجزر فإذا كان المد عامت في الماء.»
98
وقد زودنا ابن عبد المنعم الحميري بتفاصيل أكثر عن مدينة كنباية الهندية حيث قال: «مدينة بأرض الهند من مملكة بلهرى وهي على خليج من البحر أعرض من النيل، فيجزر الماء في هذا الخليج حتى يبدو الرمل وقعر الخليج ويبقى فيه اليسير من الماء، فيرى الكلب على هذا الرمل وقد نضب ماؤه وصار كالصحراء، فإذا أقبل المد وأحس به الكلب أقبل يحضر ما استطاع ليفوت دفع الماء فلا يفيده ذلك ويغرقه.»
99
وفي «بلدة كاوي، وهي على خور فيه المد والجزر وهي من بلاد الري.»
100
أما «مدينة قوقة، وهي بضم القاف الأولى وفتح الثانية، وهي مدينة كبيرة عظيمة الأسواق أرسينا على أربعة أميال منها بسبب الجزر، ونزلت في عشاري مع بعض أصحابي حين الجزر لأدخل إليها فوحل العشاري في الطين، وبقي بيننا وبين البلد نحو ميل فكنت لما نزلنا في الوحل أتوكأ على رجلين من أصحابي، وخوفني الناس من وصول المد قبل وصولي إليها وأنا لا أحسن السباحة، ثم وصلت إليها وطفت بأسواقها.»
অজানা পৃষ্ঠা