49
ويرى الباحث و. كابيل
W. Capelle
أن تفسير بوسيدنوس هذا كان آخر تفسير مستقل قائم على مشاهدة الظاهرة الكونية وتفسيرها وصلنا من العصور القديمة.
50 (5-8) سترابو (القرن 1م)
كان سترابو جغرافيا مميزا، فقد قام بعدد كبير من الرحلات، وأودع معارفه الجغرافية بكتاب أسماه «الجغرافيا» وصلنا كاملا. ومما نجده في هذا الكتاب إصراره على القول بالمحيط الواحد، والدليل على ذلك برأيه أن المد والجزر ظاهرة تحدث في كل مكان؛ لذلك يمكن لأي شخص أن يبحر من إسبانيا إلى جزر الهند الشرقية.
51
وقال سترابو في أماكن أخرى إننا إذا ذهبنا غربا بعيدا عن العالم القديم، سنصل إلى الهند، ما لم يتدخل بعض القارة؛ ويقترح أنه قد يكون هناك واحد أو أكثر من هذه الهيئات من الأرض على التوازي مع إسبانيا. وهذا ما نجده في الاقتباس الآتي : «إن أولئك الذين عادوا من محاولة التنقل حول الأرض، لا يقولون إنهم منعوا من مواصلة رحلتهم بسبب أي قارة اعترضتهم؛ لأن البحر بقي مفتوحا تماما، ولكن من خلال الرغبة في الحل، وندرة التزويد. تتوافق هذه النظرية أيضا بشكل أفضل مع انحسار وتدفق المحيطات؛ لأن الظاهرة، سواء في الزيادة أو النقصان، موجودة ومتطابقة في كل مكان، أو في كل الأحوال يكون الفارق ضئيلا، كما لو كان ناتجا عن إثارة بحر واحد، وهي ناتجة عن سبب واحد. يجب ألا ننسب إلى هيبارخوس، الذي يعارض هذا الرأي، وننكر أن المحيط يتأثر بالمثل، أو حتى لو كان الأمر كذلك، فلن يتبع ذلك أن المحيط الأطلسي تدفق في دائرة، وبالتالي عاد باستمرار إلى نفسه. يتفق سلوقوس البابلي مع هذا التأكيد. ولمزيد من التحقيق حول المحيط والمد والجزر، نشير إلى بوسودينوس وأثينودوروس (توفي سنة 7م)
Athenodorus ، اللذين ناقشا هذا الموضوع بالكامل: سنلاحظ الآن فقط أن هذا الرأي يتفق بشكل أفضل مع توحيد الظاهرة؛ وكلما زادت كمية الرطوبة المحيطة بالأرض، كان من الأسهل تزويد الأجرام السماوية بالأبخرة من هناك.»
52
অজানা পৃষ্ঠা