ذلك نعم إذا كان الشيء ظاهرا معروفا لا يحتاج إلى التفسير؛ لأن تفسيره إن ساواه في الظهور فلا فائدة، وإلا كان تفسيرا بالأخفى وهو عيب؛ لأنه مناف للغرض المقصود من التعريف.
إذا علمت ذلك فاعلم أن البحر معروف مستغن عن التعريف والتفسير، وهو وإن كان لفظا مشتركا كما نقلنا إلا أن المتبادر منه عند الإطلاق هو مقابل البر مما كان ملحا أجاجا أو مرا زعاقا؛ لأنه مجاز في غيره من معانيه التي وضعت له، بل لاشتهاره بذلك وكثرة استعماله، وتبادر المعنى لكثرة الاستعمال والدوران لا يدل على مجازية ما عدا المعنى المتبادر مما وضع له اللفظ، والبحر الذي قلنا إن
22
المد والجزر من خواصه يعنى به ذلك؛ لأن ما عداه من الأنهار وإن حصل فيه المد والجزر كنهر البصرة ونهر سورة البندر الهندي فإنما ذلك بتبعيته
23
مد البحر لا بطريق الاستقلال، فلنقتصر على الكلام فيه إذ هو معروض المسألة.
فنقول وبالله التوفيق: أما وصفه فهو كما قال الله تعالى في كتابه العزيز:
والبحر المسجور
24
أي المملوء، وهو المحيط أو الموقود من قوله تعالى:
অজানা পৃষ্ঠা