فإذن المشرق والمغرب يضاد كل واحد منهما وسط السماء، ووتد الأرض ووسط السماء يضاد كل واحد منهما المشرق والمغرب.
فإذن عندما ابتدأ المد في الموضع، حين صار القمر في المشرق من ذلك الموضع، ابتدأ في مقابلته التي تسمى وتد الأرض.
وحين ابتدأ الجزر في الموضع، حين زال عن مسامتته الثمر، ابتدأ الجزر في مقابلة المسمى [سمت] وتد الأرض.
وكذلك إذا صار في مغربه، ابتدأ المد في الموضع المسمى وتد الأرض؛ فابتدأ المد أيضا في مقابلة الذي هو الموضع الذي فرضنا أولا.
وحين انتهى القمر إلى وتد الأرض، كانت نهاية المد في الموضع المقابل له الذي فرضنا، وهو سمت وسط السماء.
وحين زال القمر عن سمت وتد الأرض ابتدأ الجزر في الموضع المسمى وتد الأرض وفي الموضع المقابل له الذي فرضنا، الذي هو سمت وتد السماء.
وحين صار القمر إلى مشرق الموضع الذي فرضنا ثم صار الموضع المسمى وتد الأرض ومقابله الذي فرضنا الذي هو سمت وتد السماء، وحين زال القمر عن مشرق [الموضع] الذي فرضنا، عاد المد مبتدئا في الموضع الذي فرضنا ومقابله، للعلل التي فرضنا ذكرها، حين ذكرنا الأوتاد المتضادة الأفعال فيها، مع أن المد الذي يكون في نهار القمر أكبر وأغزر من المد الذي يكون في ليله، والجزر الذي يكون في نهار القمر أضعف من الجزر الكائن في ليله من جهة القمر.
فصيرت حكم الباري، جل ثناؤه، ولطف سبلها وجلال قوتها المواضع المتقابلة متفقة، لتساوي الأفعال فيها؛ فإن المطالع وسعة المشرق فيها واحدة أبدا، [و] كذلك كل ما يعرض فيها.
فأما التي ليست متقابلة بالوضع، كأوساط السماء والآفاق فمختلفة الأفعال في جلائل أمورها ولطائفها، فإن أقدار مطالع البروج فيها مختلفة، وسعة الميول، لاختلاف الأقطاب [و] الآفاق، [فإن] القسي المحدودة لكل واحدة من الدوائر المتوازية ومعدل النهار من فلك البروج، في دوائر الآفاق ودوائر أنصاف النهار مختلفة، لاختلاف وضع الآفاق.
فكل موضع من الأرض يظهر فيه المد والجزر اليومي، فإنما يظهر حين يبتدئ طلوع القمر [عليه]، ويبتدئ جزره حين يبتدئ زوال القمر عن سمت رءوس أهله، ويتم الجزر حين يصير القمر في مغربه، ثم يبتدئ المد [فيه] حين يزول القمر عن مغربه ذاهبا إلى وتد الأرض، ويتم حين يسامت وتد أرضه، ثم يبتدئ الجزر فيه، حين يزول القمر عن وتد أرضه، ذاهبا إلى مشرقه، ويتم، إذا صار في نقطة مشرقه، كما قدمنا.
অজানা পৃষ্ঠা