الصفحة الأولى من رسالة الكندي (نسخة آيا صوفيا).
الصفحة الأخيرة من رسالة الكندي (نسخة آيا صوفيا).
بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله (5) رسالة يعقوب بن إسحاق الكندي إلى بعض إخوانه في العلة الفاعلة للمد والجزر
سدد الله خطاك لدر الحق، وأعانك على نيل مستوى عراته. سألت، أسعفك الله بمطالبك عن العلة الفاعلة للمد والجزر، وقد كنت أظن أنه قد تقدم عندك من أكثر الأقاويل التي سمعت منا ما فيه الكفاية في إيجاد ذلك.
وقد رسمت لك من ذلك قدر ما ظننت بك إليه حاجة، وبالله التوفيق وعليه توكلنا. أول ما ينبغي أن نقول في ذلك بأن نبين المد والجزر، فنقول: إنما سمي بهذا الاسم، أعني المد، زيادة الجسم الرطب، أعني الماء، زيادة طبيعية؛ والزيادة الطبيعية إنما تكون من صغر إلى عظم، لا بزيادة مادة. وإنما رسمت بهذا الاسم المد البحري الذي ذكرت أن بحثك عنه؛ لأن هذا الاسم، أعني المد، قد يستعمل في حالين مختلفتين:
إحداهما استحالة الماء من صغر الجسم إلى عظمه، وهو المد الطبيعي.
والأخرى زيادة الماء بانصباب مواد فيه، وهو المد العرضي؛ وهذا المد العرضي كثير في الأنهار والأودية والفيوض التي أصلها من الأنهار.
فأما البحار فإن المواد التي تصب فيها لا تظهر بها زيادة فيها، لصغر قدر المواد عند قدر البحر، وأن الأول فالأول مما يفيض منها في البحار يحلله الجو بدور الشمس والأشخاص العالية، أولا أولا، فيصير بخارا، وينعقد سحابا؛ ويصير مطرا وثلجا وبردا عائدا إلى الأرض، سائلا إلى البحار، دائما بهذا الدور أبدا ما بقي العالم.
فأما المنصب من المواد من هذه الأشياء التي حددنا، الآتية من العلو، مما ارتفع من الأرض والبحار، فظاهر في الزيادة في الأنهار والأودية والفيوض والعيون والأحساء.
অজানা পৃষ্ঠা