يكون الجد أبا الأب، ويكون الجد أبا الأم، ويكون الحظ، وهو الذي تسميه العوام البخت، ويكون الجد الجلال، ويكون الجد العظمة؛ كما قال الله ﷿: ﴿وأَنَّهُ تعالى جَدُّ ربِّنا﴾ (٣٣)، قال ابن عباس: معناه: وأنه تعالى جلالُ ربِّنا. واحتج بقول الشاعر:
(ترفَّعَ جَدُّكَ إنِّي امرؤٌ ... سقتني الأعادي إليك السِّجالا) (٣٤)
وقال الحسن: تعالى جد ربنا، معناه: تعالى غنى ربنا. وقال السُّدِّيَ (٣٥): معناه تعالى أمره. وقال مجاهد (٣٦): معناه تعالى ذكر ربنا. وقال غيرهم: معناه تعالت عظمة ربنا. وهذه الأقوال متقاربة في المعنى (٣٧) . (٩ / ب)
وقال أبو العباس: يقال: قد / جَدَّ الرجل يَجدُّ إذا صار له جَد، وما كنت ذا جَدٍّ، ولقد جَدُدْتَ، وأنت تَجَدُّ يا رجل (٣٨) .
قال: وأنشدني ابن الأعرابي:
(ولقد يُجدُّ المرءُ وهو مُقَصِّرٌ ... ويخيبُ سَعْيُ المرءِ غيرَ مقصِّرِ) (٣٩) (١١٤)
ويقال: أَجَدَّهُ الله: إذا جعل له جَدًّا، وحُظَّ الرجلُ فهو محظوظٌ، من الحظِّ.
وقال أبو العباس: ما كنت ذا حظٍّ، ولقد حَظِظْتَ وأنت تَحَظُّ: ويقال: رجل حَظِيظٌ جَديدٌ، من الجَدِّ والحَظِّ
_________
(٣٣) الجن ٣. وينظر تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٣ ففيه أقوال الحسن والسدي ومجاهد، ونسب قول ابن عباس فيه إلى قتادة.
(٣٤) تفسير الطبري ٢٩ / ١٠٥ بلا عزو. والسجال جمع سجل. وهو الدلو (٣٥) إسماعيل بن عبد الرحمن، توفي سنة ١٢٧ هـ. (النجوم الزاهرة ١ / ٣٠٤، ميزان الاعتدال ١ / ٢٣٦، طبقات المفسرين ١ / ١٠٩) .
(٣٦) مجاهد بن جبر، توفي سنة ١٠٣ هـ. (المعارف ٤٤٤، طبقات القراء ٢ / ٤٤، طبقات الحفاظ ٣٥ (٣٧) ينظر: زاد المسير ٨ / ٣٧٨، وبصائر ذوي التمييز ٢ / ٣٧٠.
(٣٨) (يا رجل) ساقط من ك.
(٣٩) شرح القصائد السبع ٤٥٧ والأضداد: ٢٠٧، وشرح المفضليات: ٦٤٩، ٦٩٧ بلا عزو. ف: ويضيع.
(٤٠) ك: الجد.
1 / 20