واجدا للماء وان من تغوط أو لمس النساء ولم يكن مسافرا فأعوزه الماء فليس له التيمم والآية تحتاج إلى شرح يوافق اجماع الفقهاء في الامصار فقد ذهب طائفة من الخوارج وهم الاباضيه إلى أن الإنسان إذا اعوزه الماء مسافرا كان أو حاضرا مريضا كان أو صحيحا فله التيمم ووجه الآية عندي - والله اعلم - أن الحاضر إذا كان مريضا المرض الذي يخاف على نفسه التلف إن توضأ أو اغتسل أن له أن يتيممه.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى﴾ قال: نزل هذا في الرجل يكون به الجدري أو القروح يخاف إن هو توضأ أو اغتسل أن يؤذيه أذى شديدا فليتيمم. فابن عباس وقد شاهد التنزيل جعل التيمم لبعض المرضى دون بعض والصحابى الذي شاهد التنزيل إذا بين أن نزول الآية كان لسبب انتهى إلى قوله: ووجه تفسيرها على تفسيره وصدق على ما بين وكان أولى بالتأويل من غيره ممن بعده فقد خرج المريض من الجملة بما وصفنا لما روى عن ابن عباس حدثنا محمد بن اسحاق السعدي حدثنا أبو زرعة عن قبيصة عن عمار بن زريق عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله ﷿: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى﴾ قال: هذا في الرجل يكون به الجدري أو القروح يخاف إن توضأ أو اغتسل أن يؤذيه أذى شديدا فليتيمم١.
وحدثنا أبو عبد الله محمد بن اسحاق حدثنا الرمادي حدثنا حجاج قال: قال ابن جريج: أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن عباس٢ في قوله تعالى: ﴿إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى﴾ ٣.
قال عبد الرحمن بن عوف: كان جريحا قال أبو عبد الله وهو يعلى بن مسلم مكي روى عنه ابن جريج وغيره.
_________
١- صحيح: وانظر تفسير الطبري ٥/٦٤".
٢- كذا في الأصل، والصواب: ابن عباس.
٣- سورة النساء الآية ١٠٢.
1 / 35