যাদ মাসির
زاد المسير
তদারক
عبد الرزاق المهدي
প্রকাশক
دار الكتاب العربي
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٢ هـ
প্রকাশনার স্থান
بيروت
التصفح، ولم يكن بهم صمم ولا بكم حقيقة، ولكنهم لما التفتوا عن سماع الحق والنطق به كانوا كالصّم البكم. والعرب تسمي المعرض عن الشيء: أعمى، والملتفت عن سماعه: أصمّ، قال مساكين الدّارميّ:
ما ضرّ لي جارا أجاوره ... ألا يكون لبابه ستر
أعمى إذا ما جارتي خرجت ... حتى يواري جارتي الخدر
وتصمُّ عما بينهم أذني ... حتى يكون كأنه وقر «١»
[سورة البقرة (٢): آية ١٩]
أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩)
قوله تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ، أو: حرف مردود على قوله: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا «٢»، واختلف العلماء فيه على ستة أقوال:
أحدها: أنه داخل ها هنا للتخيير، تقول العرب: جالس الفقهاء أو النحويين، ومعناه: انت مخير في مجالسة أي الفريقين شئت، فكأنه خيرنا بين أن نضرب لهم المثل الأول أو الثاني.
والثاني: أنه داخل للابهام فيما قد علم الله تحصيله، فأبهم عليهم ما لا يطلبون تفصيله، فكأنه قال: مثلهم كأحد هذين، ومثله قوله تعالى: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً «٣»، والعرب تبهم ما لا فائدة في تفصيله. قال لبيد:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إِلا من ربيعة أو مضر
أي: هل أنا إلا من أحد هذين الفريقين، وقد فنيا، فسبيلي أن أفنى كما فنيا.
والثالث: أنه بمعنى: بل. وأنشد الفراء:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح
والرابع: أنه للتفصيل، ومعناه: بعضهم يشبه بالذي استوقد نارًا، وبعضهم بأصحاب الصيّب.
ومثله قوله تعالى: كُونُوا هُودًا أَوْ نَصارى «٤»، معناه: قال بعضهم، وهم اليهود: كونوا هودا، وقال النصارى: كونوا نصارى. وكذلك قوله: فَجاءَها بَأْسُنا بَياتًا أَوْ هُمْ قائِلُونَ «٥»، معناه: جاء بعضهم بأسنا بياتًا، وجاء بعضهم بأسنا وقت القائلة.
والخامس: أنه بمعنى الواو. ومثله قوله تعالى: أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ «٦» .
قال جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا ... كما أتى ربَّه موسى على قدر «٧»
_________
(١) الوقر: ثقل في الأذن، أو ذهاب السمع كله، وجاء في القرطبي ١/ ٢٥٩ حتى يواري جارتي الجدر.
(٢) البقرة: ١٧.
(٣) البقرة: ٧٤. [.....]
(٤) البقرة: ١٣٥.
(٥) الأعراف: ٤.
(٦) النور: ٦١.
(٧) قاله جرير في عمر بن عبد العزيز.
1 / 38