বিদ্রোহী নেতা আহমেদ উরাবি
الزعيم الثائر أحمد عرابي
জনগুলি
حقا أن كثيرا من الزعماء لم يكونوا في محصولهم العلمي يزيدون على عرابي، ومع ذلك نجحوا في زعامتهم ودعوتهم ... فالظروف السياسية لها دخل كبير في نجاح الزعيم أو إخفاقه ... وسنعرض فيما يلي الأسباب لإخفاق عرابي والثورة العرابية ...
إن الفرق كبير بين عرابي وبين كافور مثلا في إيطاليا، أو وشنطون في أمريكا، أو كوشيسكو في بولونيا ، أو كوشوت في المجر ... ولو وفقت الثورة العرابية إلى زعيم مثل كافور لسارت في سبيل الفوز، ولعرف كيف يدير دفة السفينة بمهارة وكفاية.
قد يكون لعرابي بعض الشبه بغاريبلدي في قلة المحصول العلمي والسياسي ... ولكن غاريبلدي كان يترك لرجال السياسة تصريف المعضلات السياسية، أما عرابي فكان على جانب كبير من الاعتداد بالنفس، إذ كان يعتقد في نفسه القدرة على تصريف الشئون السياسية كافة ... ولو أنه استعان برجل من معاصريه قدير في شئون السياسة، كشريف، لكان ممكنا أن تسير الثورة في سبيل النجاح إلى النهاية، ولكنه على العكس قد عمل على التخلص منه حتى أقصاه عن الوزارة كما بينا في موضعه. •••
ومما يؤسف له أن عرابي كان على جانب كبير من الغرور ... وقد كان ذلك من العوامل الفعالة في اتجاهه السياسي، فمن ذلك أنه حين تحفزت إنجلترا لضرب الإسكندرية أبان له بعض مواطنيه ضرر الحرب وسوء مستقبلها، فكان يقول: «أنا أقوى من دولة الإنجليز ودولة فرنسا.» وقال: «إن الطوابي والعساكر المصرية لا تقاوم الإنجليز فقط، بل جميع الدول مدة ثلاث سنين ... بحيث لا يمكن لأحد الدخول إلى مصر.»
وكان ظنه أن الإنجليز لا طاقة لهم على قتال البر، وأن قوتهم محصورة في البحر، وفي ذلك كان يردد هو وأنصاره كلمتهم المأثورة: «الإنجليز كالسمك ... إذا خرج من البحر هلك.» وهذا من الغرور الناشئ عن الجهل لا محالة.
وكان يصرح بأنه لن يخضع لأوروبا أو لتركيا، ويقول في هذا الصدد: «فليرسلوا لنا جيوشا أوروبية أو هندية أو تركية ... فإني ما دمت وبي رمق، فإني سأدافع عن بلادي، وعندما نموت جميعا يمكنهم أن يمتلكوا البلاد وهي خراب.»
ولم يكن هذا من الواقع في شيء ...
ثم إنه لم يكن أيضا على حظ كبير من الكفاية الحربية؛ لأنه لم يتلق تعليما عسكريا نظاميا، ولم يتمرن على ضروب القتال، ولا خاص غمار الحروب في ماضيه قبل الثورة، ولا في حروب الثورة نفسها، فإنه لم يتول خلالها أية قيادة فعلية ... بل كان يندب غيره من القواد ليحمل عبأها في ميادين القتال ...
ففي ضرب الإسكندرية لم يباشر الدفاع عن الحصون كما رأيت مما أوضحنا، ولما انسحب إلى كفر الدوار عهد بقيادة الجيش المرابط بها إلى طلبة باشا عصمت، ولما تحرجت الحال في الشرق، وانتقل إلى رأس الوادي لم يتسلم زمام القيادة في معركة القصاصين، التي كانت أشد معركة نشبت بين المصريين والإنجليز، بل عهد بها إلى الفريق راشد باشا حسني واللواء علي باشا فهمي، وترك القيادة في معركة التل الكبير إلى علي باشا الروبي.
ومع أنه كان مثال الشجاعة والجرأة في الدور الأول من الثورة، فإن هذه الشجاعة لم تلازمه مع الأسف في واقعة التل الكبير، ولا في التسليم والمحاكمة.
অজানা পৃষ্ঠা