ইউনুস পেটের মধ্যে মাছ
يونس في بطن الحوت
জনগুলি
فيقال: إنه كان في رحلة إلى إيجينا، فأسره بعض القراصنة وأرسلوه إلى جزيرة كريت؛ ليباع هناك مع العبيد في المزاد. سأله المنادي على المزاد بعد أن لاحظ غرابة أطواره: ماذا تحسن من الأعمال؟
أجاب ديوجينيس: حكم الناس.
عاد المنادي يسأل - وربما لسعه بسوطه على وجهه فسال منه الدم: وكيف تريد أن تحكم الناس أيها العبد اللعين؟
فأجابه ديوجينيس في ثبات: بأن أربيهم.
وتصادف في هذه الأثناء أن مر رجل من كورنثة كان يسمى إكسينياديس يرتدي ثوبا أرجوانيا فخما، فأشار إليه العبد الفيلسوف قائلا: بعني لهذا الرجل، فهو يحتاج إلى سيد.
ولما تقدم منه الرجل مذهولا قال له: عليك أن تطيعني، وإن كنت عبدا لك!
سأله الرجل ضاحكا: وكيف أطيعك، إذا كنت سأشتريك؟! أجابه الفيلسوف المربوط بالأغلال: لأنني سأعلمك؛ ولذلك سأكون سيدك! ولأنه إذا كان هناك طبيب أو ملاح يعيشان في الأسر، فلا بد لكل منهما أن يطاع!
أعجب الثري المذهول بكلام العبد الغريب، وقرر أن يأخذه معه ليعلم أولاده. ولا بد أنه رضي عنه تمام الرضا، فقد قال عنه لأصحابه فيما بعد: إن روحا طيبا دخل بيتي. ولا بد أنه ازداد إعجابا بغرابته وشجاعته حين حاول بعض أصدقائه الذين استمعوا إلى دروسه أن يفتدوه، فقال: إنهم بلهاء؛ لأن الأسود ليست عبيدا لمن يطعمها، بل إن من يطعمونها يقعون تحت رحمتها! ولا شك أننا لا نستطيع أن نأخذ كلمة الأسود مأخذ الجد، ولا نصدق أنه كان جادا في حسبان نفسه من الأسود، على حين أنه يعيش عند إكسينياديس المذكور معيشة العبيد، أعني معيشة الكلاب، ولكننا من ناحية أخرى نميل إلى تصديق ما يقال من أنه - وفاء لكلبيته المشهورة - لم يعلم أبناء سيده الجدل أو اللغو بالعبارات العويصة الخلابة، بل علمهم كيف يكتفون بفتات الخبز والماء البارد، وكيف يسيرون في الشوارع حفاة صامتين، لا يتلفتون حولهم؟
هذه الحكايات - كما ترون - قد تدل على ضعة الكلب ومهانته، أو على تواضع الحكيم وانكساره. وإذا كنتم لا تقنعون به برهانا على كلبيته فيكفي أن أوجه انتباهكم إلى سلوكه المشهور في شوارع أثينا وحاراتها وأسواقها ومسارحها، وعلى سلالم معابدها ومدارسها، فربما رأيتم مع بعض الرواة أنه كان كلبا لا يرقى الشك في كلبيته. ستذكرون أولا ما قلته على لسانه من قبل من أنه كلب من النوع الذي يثني عليه الجميع، ولكن ما من أحد يجرؤ أن يصحبه معه إلى الصيد. إنه إذن - لو صح هذا التعبير - كلب مغرور! ولكن دعكم من كلامه ولننظر في أفعاله.
تخيلوا معي رجلا أشعث الشعر، رث الثوب - أقول الثوب ولا أقول الثياب - متجهم الوجه، حافي القدمين، قذر اليدين والأظفار، يحمل جرابا على ظهره، ويكشر عن أسنانه كلما قابله الأطفال وصاحوا في وجهه: ها هو ذا الكلب! ها هو ذا الكلب! إنه يمشي على الثلج في الشتاء، وينام في أي مكان تحت السماء، ويشير إلى النجوم قائلا: ها هم أولاء الأثينيون يرعونني ويقدمون لي مكانا آوي إليه.
অজানা পৃষ্ঠা