في الفن والأدب لا موضوع له كذلك في مجتمعات الشيوعيين؛ لأن هذا الأسلوب أسلوب تأمل وحنين إلى الماضي، حيث لا ينبغي التأمل والحنين.
ومن دواعي الحيرة للمؤلف أن الفواجع ممنوعة، وأن الضحكات لا تباح إذا كان مدارها على نقد المجتمع ونقد ولاة الأمور، ولم يكن هدفها المقصود بطلا من أبطال البرجوازية أو رأس المال، وكل شيء ميسور إلا أن يضحك الإنسان بالأمر وعلى وفاق أحكام المراسيم.
وقد أصدرت إحدى المطابع «الأميرية» كتابا نفدت طبعته من مؤلفات «بتروف»، فأصابها التوبيخ والتحذير ولم تغن عنها المعاذير.
وشاع الرياء في تلفيق الشعور الطبيعي، فاستحقت الرضى والتشجيع رواية مدارها على بطل «مثالي» يحن إلى المصنع قبل انقضاء أيام الإجازة، ويترنم بمحاسن المكنات التي غابت عن نظره كما يترنم العاشق بمحاسن ليلاه.
مثل هذا الكبت الحيواني لخوالج النفوس الحية لن يكون له أثر معقول غير العقد النفسية، التي يقولون عنها إنها مرض من أمراض البرجوازية ورأس المال!
لا جرم ينتحر ثلاثة من الأدباء النابهين؛ هم مايكوفسكي وإيسنين وباجرتسكي، ويموت آخرون في ريعان الشباب، ومنهم من يقترن موته بالريبة وتحوم الظنون فيه على الغيلة أو الانتحار.
ولا جرم يتعدى الكبت شعور الكاتب والفنان، إلى شعور القارئ الذي يحس كابوس النفاق جاثما على صدره، ولا يستطيع أن يغالط نفسه فيزعم لها أنه يقرأ تعبيرا صادقا عنها فيما يقرؤه من أدب المكنات والآلات.
ولا نحسب أن الصيحة التي صاحها سيمونوف وأهرنبرج والشاعر فردوسكي والشاعرة أولجا بدجولتز؛ كانت تنطلق في روسيا ويسمح لها بالانطلاق، لولا تفاقم الخطر وبلوغه مبلغ التهديد والإزعاج، الذي يوقظ الغافلين ويصدم تلك الأدمغة الملتوية، فتدرك على الرغم منها أن الأدب من طبيعة الإنسان، لا من حيلة محتال ولا من تدبير العمل أو رأس المال.
عرض زائل
ونحن لا يخامرنا الشك لحظة في استحالة بقاء الشيوعية كما وضعها كارل ماركس وإنجلز وسائر هذه الزمرة من دعاة القرن التاسع عشر؛ لأنها مجموعة ألفاظ أغاليط لا تقبل البقاء، وكلما مضى على تجربتها عام ابتعدت من قواعدها وأهدافها على السواء، ثم لا تزال تبتعد وتبتعد لا يبقى منها إلا ما ينكر الماركسيين وينكره الماركسيون.
অজানা পৃষ্ঠা