تمنيت أن يرجع قبل أن أخلد للنوم، وعرضت لي فكرة قديمة جديدة، وهي أن الإنسان يجب أن يعشق الدنيا وأن يتحرر من عبوديتها في آن. وعدت أقول لنفسي ما أكثر الأحباب الذين ذهبوا، وهل حقا عاشرتهم طويلا في هذه الدنيا الدائبة على أكل بنيها؟!
علوان فواز محتشمي
قمت بدوري بكل صفاقة، أقبلت على رندة في مجلسها بالمكتب باسطا يدي وقلت: أصدق التهاني.
رمقتني بلمحة عابرة وتمتمت: شكرا. عقبى لك.
وانتهزت فرصة خلو المكان لفترة قصيرة، فقلت لها من موقعي القريب منها: لا أخفي عنك أنني تمنيت لك زيجة أفضل.
فتساءلت بهدوء: ما لها هذه؟ - الحق .. أريد أن أقول إنك تستحقين أحسن زيجة.
فقالت باسمة في غموض: إنه حسن ظنك.
وقلت لنفسي إنه علي أن أطوي هذه الصفحة إلى الأبد. ولنتحمل الألم حتى نمحقه محقا، إن استسلمت للحزن جننت. ولما علمت بوصول المدير قصدته في الحال وقلت له: معذرة، إني قادم للتهنئة.
فقال بمودة: لولا انصرافك عن الموضوع ما اقتربت منه. - إنك دائما تفعل الصواب. - شكرا، وعقبى لك، عليك من الآن فصاعدا أن تفكر في مصلحتك.
لم أدر ماذا أقول، فواصل: الطريق واضح، وما عليك إلا أن تفكر بصفاء.
অজানা পৃষ্ঠা