ولم أنبس بكلمة، فقال : عندما قلت يوما إن لكل مشكلة حلا، كنت أفكر في هذه النهاية، وإن يكن كل وجود إلى زوال فالحزن لن يشذ عن هذه القاعدة.
ثم قال وهو يعيد إلي الإضبارة:
فكل ما عداه باطل .. باطل .. باطل.
وطوال حديثه تصفحني بنظرات جريئة لم يعد يخفف منها الحاجز الذي كان قائما. لم يخف نفوري منه ولم يزدد، ولكنني لم أعد أجده ظاهرة شاذة. وفي المساء قال لي أبي: أود أن أصارحك يا رندة بأنه لو كان كامل الإخلاص لما تخلى عنك أبدا.
بابا ساخر يسيء الظن بالبشر، ودأبه التنقيب وراء كل فعل حسن حتى يعثر له على تفسير قبيح. ورغم أنني ملت لتصديقه إلا أنني قلت: لأنه لم يعد يحتمل المزيد من اللوم فقد أقدم على تضحية أليمة، إني أعرفه خيرا منك يا بابا.
فقال باسما: أتنبأ لك بخاتمة سعيدة.
ولما لم أعلق بكلمة قال: ما دمنا قد تحررنا من الحب فلنكل مصيرنا للعقل، وفي هذه الحال لا غضاضة من الاستماع لرأي الآخرين.
فقلت باستياء: إنه أمر يعنيني وحدي. - بل يعنينا جميعا.
وا أسفاه! علوان يمعن في البعد، وها نحن نتحدث عن حياة جديدة.
محتشمي زايد
অজানা পৃষ্ঠা