ضحك مروان وقال: «يا نسوان، هذا الدليل يخلط بين الأديان.» كان لدى مروان سؤال أخير لهذه الليلة، وهو كيف يتم التواصل بين الناس، فهو لم يشاهد تليفونات أرضية أو محمولا؟ لكنه أجل تساؤله؛ فقد رآهن يستعددن للرقص والمتعة.
الفصل الثالث
العقل كون صغير متى كشفت أسراره؛ كشفت أسرار الكون الكبير.
1
شغلت النسوة موسيقى عذبة، وأخذت السبع الحوريات يرقصن أمام مروان، ينتظر متى سيطلبنه للفراش، لا يستطيع أن يختار أيهن سيلتقي معها أولا، بل ترك لهن الاختيار، إلى أن دعته «ناريس» أكبرهن سنا للجلوس أمامها، وقد كان يفكر أن الصغرى «سناء» الفاتنة ستدعوه أولا. أصبح ينظر إلى القبح والجمال نظرة واحدة.
جلسا بجانب بعضهما معا، ثم أعطته «ناريس» السماعة ليضعها في أذنيه، فسمع موسيقى عذبة أخذته ليحلق في فضاء ساحر. كانت ذكورته منتصبة وهي تضع كفها الأيمن على عانته، وكفها الآخر فوق قلبه، وكذلك فعل هو معها. شعر بأنه يتماهى في الكون، يحلق في سماء اللذة. استمر في حالة نشوة نصف ساعة، يحدث نفسه: «إنها الجنة، كما وصف لنا، التمتع بحور العين لا يضاهيه متعة في الأرض.» فتح مروان عينيه وأزال السماعات عن أذنيه، لم يستطع وصف تلك اللذة التي شعر بها دون استمناء. أشادت ناريس بمروان كثيرا، وقالت له: «أنت كما توقعنا، اللقاء معك مذهل، لم أشعر بهذا يوما في حياتي.» وكان مروان يحدث نفسه بغبطة بأن العالم الذي هو فيه جعل جنته في الأرض، ولن يحتاج إلى جنة أخرى. ثم اقتربت منه «ريحانة» تبدو أقل عمرا من «ناريس». وهكذا كن يتقدمن لمروان الأكبر سنا فالأصغر، إلى أن انتهى لقاؤه مع «سناء» التي هي أجمل منهن جميعا.
في الجانب الآخر من عالم مروان الجحيمي، حضر الطبيب مسرعا في منتصف الليل، هو والممرضة التي دعته ليشاهد تلك الحالة الغريبة، أخبرته بأن يطرد زوجة مروان من مرافقة زوجها .. لم يفهم الطبيب ماذا تريده الممرضة! وصل إلى غرفة مروان وهو مغطى ببطانية. وأخبرته بأن يرفع البطانية عن مروان، وهي تلتفت إلى الخلف. رفع الطبيب البطانية فشاهد ذكورة مروان منتصبة بشدة. أعاد البطانية ونظر بسخرية إلى حميدة التي أبدت حياء. قالت: إيش تفكر يا دكتور؟! له أربع ساعات على هذه الحالة. - أربع ساعات؟ لماذا لا تنادينني؟! - ماذا أقول لك؟! .. أنا نفسي مندهشة، حتى وهو في صحته لم أره في مثل هذه الحالة. أنا أشك أن جنية تزوجته!
ضحك الطبيب وقال: «أمر غريب، مرض غريب، امرأة عجيبة. أنا لم أعد أفهم ماذا يجري لهذا المريض! لحية تسقط دون سبب، بسمته على الدوام، ملامح الغضب على وجهه، وأحيانا تبدو عليه علامات التعجب، وهو في حالة غيبوبة.»
فجأة توقف تدفق الأكسجين إلى رئة مروان، فأسرعت الممرضة لتخبرهم بتبديل الأسطوانة ؛ ظنا منها أن الأكسجين قد نفد من الأسطوانة! وضع الطبيب السماعة على صدره، لم يشعر بضربات القلب، ولا تزال البسمة مرسومة على شفتيه. ثم أحضر الطبيب جهاز انعاش القلب، وضعه على جانبي صدر مروان وشغل الجهاز، إلى أن عاد القلب إلى العمل.
فرحت حميدة، وقالت للطبيب: «أقول لك زوجي مزوج جنية، شوف كيف أتعبته. كان شيموت وشتأخذه علي.»
অজানা পৃষ্ঠা