ইসলামের দিন

আহমদ আমিন d. 1373 AH
41

ইসলামের দিন

يوم الإسلام

জনগুলি

فسيري إلى الله سيرا جميلا

وكان من أهم ما نقم الناس على عثمان أن طلب منه عبد الله بن خالد بن أسيد الأموي صلة، فأعطاه أربعمائة ألف درهم، وأعاد الحكم بن أبي العاص بعد أن نفاه رسول الله، وأعطاه مائة ألف درهم، وتصدق رسول الله بموضع سوق المدينة على المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم، وأقطع مروان فدك، وقد كانت فاطمة طلبتها بعد وفاة أبيها، تارة بالميراث وتارة بالنحلة، فدفعت عنها. وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية، وأعطى عبد الله بن أبي السرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح إفريقية بالمغرب، وهي من طرابلس إلى طنجة، من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين. وأعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف، وقد كان زوجه ابنته أم أبان. فجاء زيد بن أرقم صاحب المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدي عثمان وبكى. فقال عثمان: أتبكي أن وصلت رحمي؟ قال: لا، ولكن أبكي؛ لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله. والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا. فقال: ألق المفاتيح؛ فإنا سنجد غيرك، وأتاه أبو موسى الأشعري بأموال كثيرة من العراق، فقسمها كلها في بني أمية، وزوج الحارث بن الحكم بنت عائشة فأعطاه مائة ألف من بيت المال أيضا، ونفى أبا ذر - رحمه الله - إلى الربدة لمناهضته لمعاوية في الشام في كنز الذهب والفضة، وضرب عبد الله بن مسعود حتى كسر أضلاعه، وعدل عن طريقة عمر في إقامة الحدود، ورد المظالم، وكف الأيدي العادية، والانتصاب لسياسة الرعية، وختم ذلك كله بما وجدوه من كتابه إلى عامله بمصر يأمره فيه بقتل قادة الثورة،

1

وقد أجاب بعض المعتزلة عن هذه المطاعن بأجوبة مشهورة، على أننا نرى أن هذه الأحداث لم تبلغ المبلغ الذي يستباح به دمه، وكان يكفي أن يخلعوه من الخلافة ولا يعجلوا بقتله، وكما قال علي: «استأثر «عثمان» فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، ولله حكم واقع في المستأثر والجازع.»

وقد أكبر الصحابة قتل عثمان؛ قال سعيد بن زيد: لو أن أحدا انقض للذي صنعتموه بعثمان لكان محقوقا أن ينقض. وقال عبد الله بن سلام: «لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب الفتنة، لا يغلق عنهم إلى قيام الساعة.» وقال ابن عباس: «لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة من السماء.»

وقالوا إن زياد بن أبيه أوفد ابن حصين على معاوية، فخلا به ليلة، فقال له: يا ابن حصين قد بلغني أن عندك ذهنا وعقلا، فأخبرني عن شيء أسألك عنه، قال: سلني عما بدا لك. قال: أخبرني ما الذي شتت أمر المسلمين وملأهم وخالف بينهم؟ قال: نعم، قتل الناس عثمان. قال: ما صنعت شيئا. قال: فمسير علي إليك، وقتاله إياك. قال: ما صنعت شيئا. قال: فمسير طلحة والزبير وعائشة، وقتال علي إياهم. قال: ما صنعت شيئا. قال: ماعندي غير هذا يا أمير المؤمنين. قال: فأنا أخبرك: إنه لم يشتت بين المسلمين، ولا فرق أهواءهم إلا الشورى التي جعلها عمر إلى ستة نفر، وذلك أن الله بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فعمل بما أمر الله به ثم قبضه الله إليه، وقدم أبا بكر للصلاة فرضوه لأمر دنياهم؛ إذ رضيه رسول الله لأمر دينهم، فعمل بسنة رسول الله، وسار سيرته حتى قبضه الله، واستخلف عمر فعمل بمثل سيرته، ثم جعلها شورى بين ستة نفر، فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ورجاها له قومه، وتطلعت إلى ذلك نفسه، ولو أن عمر استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك اختلاف.

والحق أن قتل الخليفة الثاني عمر، والخليفة الثالث عثمان، والخليفة الرابع علي فتح على الناس فيما بعد باب شر كبير، وهذه الحوادث - وخاصة قتل عثمان - مسئولة عن قتل بعض خلفاء بني أمية، وقتل كثير من خلفاء بني العباس، وقتل كثير من سلاطين المماليك، وهكذا. مع الخلاف بين قتل عمر وعلي، وقتل عثمان؛ لأن قتلهما كان حادثة فردية أو مؤامرة جزئية، أما مقتل عثمان فقد كان ثورة شعبية للأقطار الإسلامية.

زد على ذلك أن هذه الحادثة قسمت المسلمين إلى فرق أربع أو خمس، بعد أن كان أمرهم واحدا ودينهم واحدا، فافترقوا إلى فرق: شيعة عثمان، وشيعة علي، والمرجئة، ومن لزم الجماعة، والحرورية، فكان أهل الشام شيعة عثمان، وكذلك أهل البصرة، وقال أهل الشام: ليس أحد أولى بطلب دم عثمان من أسرة عثمان وقرابته، ولا أقوى على ذلك من معاوية، وقال أهل البصرة: ليس أحد أولى بطلب دم عثمان إلا طلحة والزبير؛ لأنهما أهل الشورى، وأما شيعة علي؛ فإنهم أهل الكوفة، وأما المرجئة؛ فهم الشكاك الذين شكوا وكانوا في المغازي، فلما قدموا المدينة بعد قتل عثمان كان عهدهم بالناس ورأيهم واحد، ليس بينهم اختلاف، فقالوا: تركناكم وأمركم واحد، ليس بينكم اختلاف، وقدمنا عليكم وأنتم مختلفون؛ بعضكم يقول: قتل عثمان مظلوما، وكان أولى بالعدل وأصحابه، وبعضكم يقول: كان علي أولى بالحق، وأصحابه كلهم ثقة، وعندنا مصدق، فنحن لا نتبرأ منهما، ولا نلعنهما ولا نشهد عليهما ونرجئ أمرهما إلى الله حتى يكون الله هو الذي يحكم بينهم، وأما من لزم الجماعة؛ فمنهم: سعد بن أبي وقاص، وأبو أيوب الأنصاري، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، في عشرة آلاف من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم

والتابعين، قالوا جميعا: نتولى عثمان وعليا ولا نتبرأ منهما، ونشهد عليهما، وعلى شيعتهما بإلايمان، ونرجو لهم ونخاف عليهم، وأما الحرورية؛ فقالوا: نشهد على المرجئة بالصواب، ثم خلطوا بعد ذلك وكفروا كل من خالفهم.

অজানা পৃষ্ঠা