صلى الله عليه وسلم
فما بالك إذا اختلفت السنون ومر أكثر من ألف عام، وتغيرت الظروف بالفتح الواسع، وتغيرت البيئات من حارة إلى باردة، ومن بداوة بسيطة إلى مدنية معقدة، وإلى معاملات لم تكن معروفة كالسلم ونحوه. وواجه المسلمون في القديم مدنيات قديمة كمدنيات الفرس والروم والهند ومصر، وفي الحديث المدنية الغربية معتقداتها وتراكيبها. ألا يظن الناظر أن النبي
صلى الله عليه وسلم
لو كان حيا وواجه هذه الظروف لنزلت عليه آيات كثيرة من آيات النسخ، والله الكريم الرحيم لم يخل الأمة الإسلامية من تشريع مرن يقابل هذه الحياة الجديدة بالاجتهاد المطلق . وكان من نعم الله أن وجد المجتهدون المختلفون أمثال أبي حنيفة والشافعي؛ ليواجهوا هذه المدنيات القديمة ويقابلوها بأحكامهم المستمدة من روح القرآن وتعاليمه. ولكن خلف من بعدهم خلف ضيقوا واسعا، وأغلقوا بابا مفتوحا؛
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .
ولذلك رمى بعض المستشرقين الإسلام بالجمود، وعذرهم في ذلك ما رأوا من عدم استعمال المسلمين عقلهم، ووقوفهم عند تقليد آبائهم، مع أن آيات الأحكام في القرآن، التي جاءت في التشريع قصدا قد لا تتجاوز المائة، وأحداث الزمان التي تتجدد في كل عصر وأوان تعد بالألوف.
ومما يؤيد ذلك دعوة القرآن الكريم إلى استعمال العقل مثل:
أفلا يتدبرون ،
أفلا يعقلون ،
إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ،
অজানা পৃষ্ঠা