إن آلهة مصر قد ألقوا عنهم أحمال الحجارة وهربوا إلى برية النوبة ليكونوا أحرارا بين الذين ما برحوا أحرارا من المعرفة.
وآلهة اليونان ورومة تسير شمسهم إلى الغروب؛ فقد كانوا كثيري الشبه بالناس؛ ولذلك لم يقدروا أن يعيشوا في تأملات الناس. والغابات التي نشأ فيها سحرهم قطعتها فئوس الأثينائيين والإسكندريين.
وفي هذه الأرض نرى الأماكن الرفيعة تتحول رفعتها إلى ضعة متشرعي بيروت ونساك إنطاكية.
فلا ترى غير الشيوخ والمتعبين من النساء والرجال يسيرون إلى هياكل آبائهم وأجدادهم، ولا ينشد بداءة الطريق إلا الذين ضلوا في آخرها.
ولكن هذا الرجل يسوع، هذا الناصري العجيب، قد تكلم عن إله يسع في ملئه جميع النفوس، وقد تعاظمت معرفته حتى سمت عن العقوبة وتسامت محبته حتى ترفعت عن ذكر خطايا خلائقه. وإله الناصري هذا سيجوز بعتبة جميع أبناء الأرض، وسيجلس إلى مواقدهم، وسيكون لهم بركة داخل جدرانهم ونورا في طريقهم.
بيد أن لي إلها هو إله زورستر، الإله الذي هو شمس في السماء، ونار على الأرض، ونور في حضن الإنسان، وأنا راض به، ولا حاجة بي إلى إله سواه.
داود أحد أتباعه
يسوع العملي
إنني لم أعرف معنى خطبه وأمثاله حتى فارقنا. نعم أنا لم أفهم شيئا من أقواله حتى اتخذت كلماته أشكالا حية أمام عيني وكونت ذواتها بأجساد تمشي في مواكب أيامي.
وإليكم ما حدث لي: كنت في إحدى الليالي جالسا في بيتي أتأمل وأتذكر كلماته وأعماله لأدونها في كتاب، فدخل ثلاثة لصوص في بيتي، ومع أنني عرفت أنهم جاءوا ليسرقوا ما عندي فإنني كنت مأخوذا بالإيمان بما كنت أفكر فيه إلى هذه الدرجة حتى إنني لم أقاومهم بالسيف، ولا سألتهم ماذا تفعلون ها هنا!
অজানা পৃষ্ঠা