كتبت لكن بماء
أما دورهم في إنشاء وتطوير فن الصحافة فهو معروف للجميع. وقد أسهموا جنبا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين في تطوير اللغة العربية وتطويعها لمقتضيات الأخبار والمقالات التي نشروها في صحفهم.
ومن أقدم دور الصحف التي لازالت تلعب دورا متميزا في الصحافة العربية «الأهرام» و«دار الهلال». وقد أنشأ الأهرام بالإسكندرية في سنة 1876م الأخوان سليم وبشارة تقلا، وهما مسيحيان، ثم نقلاه إلى القاهرة عام 1892م.
أما مجلة الهلال فقد أنشأها عام 1892 جرجي زيدان، وهو مسيحي لبناني نزح مثل الأخوين تقلا من لبنان إلى مصر بسبب الاضطهاد العثماني.
وفي الإسكندرية صدرت صحيفة «المحروسة» عام 1880م على يد أديب إسحق وسليم النقاش. أما المقطم التي انطلقت من القاهرة سنة 1889م فقد أسسها ثلاثة مسيحيين هم يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين مكاريوس. وفي القاهرة أيضا أنشأ نقولا شحادة «الرائد المصري» عام 1896م.
وفي عام 1910م اشترك مسلم ومسيحي هما الشيخ أمين تقي الدين وأنطون الجميل في إصدار مجلة سياسية أدبية باسم «الزهور».
وفي لبنان، كانت مجلة «الجنان» التي أنشأها المعلم بطرس البستاني عام 1870م من أوائل المجلات السياسية الأدبية التاريخية في الوطن العربي. وأنشأ ابنه سليم البستاني «الجنينة» التي كانت أول جريدة منتظمة شبه يومية في لبنان عام 1871م.
وفي دمشق، أنشأ سليم حنا عنجوري سنة 1887م مجلة «مرآة الأخلاق». وأنشأ جورج متى وجورج سمان سنة 1900م مجلة الشمس.
وفي بغداد ظهرت مجلة «زهيرة بغداد» للآباء الكرمليين عام 1905م. وحتى في الموصل أنشئت مجلة «إكليل الورود » للآباء الدومنيكان عام 1902م.
ومن الواضح أنني أقتصر هنا على الإسهام المسيحي وحده، فهناك دراسات كثيرة عن تاريخ الصحافة من الممكن للقارئ أن يطلع عليها؛ للإلمام بهذه الصناعة التي كان لها أبلغ الأثر على اللغة العربية.
অজানা পৃষ্ঠা