خلق الحي، وخلق حياته، وخلق شهوته، وخلق قدرته، وتمكينه من المشتهى، فهذه الخمسة مترابطة ولا تكن نعمة إلا بمجموعها، والسادس: العقل فإنه أصل في نعمة الثواب، لأنه لا يحصل إلا بالتكليف، والتكليف من شرطه كمال العقل، والخمسة المتقدمة تكون نعمة من دونه وهو لا يكون نعمة إلا بأن ينضم إليها.
وأما الفروع فهي: التناول كالأكل والشرب وسائر المتناولات.
وأما قوله التوام، فمعنى التوام: الكوامل لأن نعم الله تعالى تامة جميعها وأياديه الجسام. الأيادي: هي النعم في هذا الموضع، واليد لفظة مشتركة بين معان:
أحدها: اليد بمعنى الجارحة وعليه يحمل قوله تعالى:{فاقطعوا أيديهما} وجمعها أيدي، وبمعنى النعمة وعليه يحمل قوله تعالى [ ]: {بل يداه مبسوطتان} [ 5أ] أي نعمتها، وجمعها أيادي.
وعليه أيضا قول الشاعر :
يا بن الخليفة يا معاوية إنني ... أرجو نوالك فاتخ عندي يدا
ويد: بمعنى القدرة ويدل عليه قوله تعالى [ ]:{يد الله فوق أيديهم} أي قدرته.
وقول الشاعر :
لا شفاك الله والله ما بنا ... لما حملت منك الضلوع يدان
وقول آخر :
وإذا رأيت المرء شعب أمره ... شعب العصي وثلج في العصيان
ويد بمعنى المظاهرة والمعاونة، ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم [ ]: ((المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وأقصاهم وهم يد على من سواهم)).
ويد بمعنى الذمة والصغار يدل عليه قوله تعالى [ ]: {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} أي عن ذلة وصغار.
ويد بمعنى أمام الشيء يدل عليه قوله تعالى:{وهو الذي يرسل رياحا بشرا بين يدي رحمته}أي أمام رحمته.
ويد بمعنى الجملة ومنه قوله تعالى [ ]:{ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد} أي بما فعلته أنت، وإن كان لسانه أو بصره أو سمعه أو فؤاده وغير ذلك من سائر جوارحه الجسام معناه العظام.
الذي هدانا، اعلم أن الهدي لفظة مشتركة بين معان:
পৃষ্ঠা ৯