وأما حقيقة اللفظة المشتركة فهي كل لفظة احتملت معنيين فصاعدا، ولم يسبق إلى فهم السامع بعض معانيها دون بعض إلا بقرينة احتراز من الحقيقة المفردة، والملجان فإنك متى قلت الأسد يتناول الفهم الحقيقة وهو السبع، ولم يسبق المجاز.
وقد يعرض هذه الحقيقة بأن يقال أن لفظه موجود وقد يستعمل في الجسم، والعرض، والقديم، والمحدث، ولم يسبق إلى فهم السامع عند إطلاقها بعض هذه المعاني دون [38ب] بعض إلا بقرينة، وليست بلفظة مشتركة، فالأولى أن يقال: هي كل لفظة وضعت لحقيقتين مختلفتين، وصاعدا وصفا أو لا من حيث هما.
كذلك قلنا الحقيقتين أي الماهيتين، وقلنا مختلفتين مما يلين مثل قرئ الطهر والحيض، واحترزنا بذلك عما وضع لحقيقتين مما تليين مثل جسم، وجسم، وسواد، وسواد، وقلنا: فصاعدا لأنها قد تشترك بين معان، وقلنا: وصفا أو لا احترازا عما أفاد حقيقتين مختلفتين أحدهما: بوضع أهل اللغة، والثاني: لعرفها نحو قولنا: دابة، وقارورة، ونحو ذلك فهذا السر بمشترك، وإن أفاد حقيقتين؛ لأنه أفادهما بوضعين: أصل اللغة، وأهل عرفها.
وقلنا من حيث هما كذلك أي من حيث هما مختلفان واحترزنا بهذا عما ورد على الحد الأول من قولنا موجود، ونحوه، فإن هذا وإن وضع لحقيقتين مختلفتين من قديم، ومحدث، وجسم، وعرض، ولكنه وضع لها من حيث القفا في الوجود، واشتركا فيه لامن حيث اختلفا في الجسمية العرضية، والقدم والحدوث، بخلاف قولنا سقف فإنه لم يوضع لها من حيث القفافي أمر تجمعهما بل من حيث أصلها.
وأما القرينة فهي مستعملة في أصل اللغة، وفي الاصطلاح، فالقرينة في اللغة ما يناط به الخيل لامساك الحيوان، ويدل عليه قول الشاعر:
متى تعقد قرينتنا بخيل ... تجد الخيل أو بعض القرينا
لأنهم إذا أرادوا تدليل الصعب من الإبل قربوه إلى الدلول ليسير سيرته، وقول الشاعر:
পৃষ্ঠা ৬৭