والفرق بين الأعم والأخص من وجوه:
أحدهما: أن الأعم يوضع موضع الأخص، والأخص لا يوضع موضع الأعم فتقول في الأعم:
حمدتك على إحسانك، وحمدتك على علمك، وحمدتك على شجاعتك، ولا تقول شكرتك على علمك ولا على شجاعتك.
وتقول في الأخص: شكرتك على إحسانك إلي وحمدتك على إحسانك إلى.
والثاني: أن الأخص لا يكون إلا في مقابلة نعمة، والأعم على كل خصلة من خصال الكمال.
والثالث: أن نقيض الأعم هو الذم؛ لأن الأعم هو المدح، ونقيض المدح هو الذم.
والأخص هو الشكر للنعمة، ونقيض الشكر للنعمة هو الكفر لها.
والرابع: أن الأعم لا يكون إلا بالقول، والأخص بالقلب واللسان والجوارح، يدل عليه قول الشاعر:
أفادكم النعما مني ثلاثة يدى ... ولساني والضمير المحجبا
وعرف الحمد بالألف واللام ليكون مستغرقا للمعنيين جميعا الأعم والأخص لأنه سبحانه يستحق [ 4أ ]الأعم على سائر صفات الكمال، ويستحق الأخص لأنه منعم بأصول النعم وفروعها، هذا في الحمد.
وأما الإله فله معنيان: لغوي، واصطلاحي.
أما اللغوي: فهو من تأله إليه القلوب ويفزع كل مكروب عند النوائب التي تنوب، ولهذا كانت الجاهلية تسمي الأصنام آلهة لأنهم كانوا يفزعون إليها.
وأما الاصطلاحي: فهو من تحق له العبادة ولا يقال هو من يستحقها؛ لأنه يؤدي إلى أحد باطلين إما أن يكون معه ثانيا يستحقها عليه، وإما أنه لم يكن يستحقها في ما لم يعبد في كل حال بمعنى أنه مختص بصفات الكمال والإلهية والاستحقاق مشروط بوجود المستحق عليه.
والعبادة: هي النهاية في التذلل والخضوع للمعبود وهي غاية الشكر للمنعم بأصول النعم.
পৃষ্ঠা ৭