وبعد، فإنني كنت قد سمعت - وقد تجاوز عمري عن السبعين - أن بعض المخالفين قد ذكر في شئ من مصنفاته: (إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمى مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته). (29) ولا أعلم هل قال ذلك عن عناد أو عن قصور في المعرفة والاجتهاد.
فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعاوي وإيضاح الغلط فيها لأهل التقوى، فأذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا بإسعاده وإنجاده في إظهار ما نذكره من الأنوار الزاهرة والحجج القاهرة وانتصار العترة الطاهرة ومفكرون ما لا ينكره إلا معاند لآيات الله جل جلاله الباهرة.
فصل وأعلم أنا نذكره في كتابنا هذا تسمية الله جل جلاله مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم، وإن اتفق أن بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الإمامية، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة.
فإننا روينا عنهم: إن الله تعالى سمي عليا عليه السلام بأمير المؤمنين عند ابتداء الخلائق أجمعين، وأخذ مواثيق الأنبياء والمرسلين على الشهادة له جل جلاله بالربوبية والوحدانية ولمحمد رسوله صلوات الله عليه وآله بالرسالة ولعلي عليه السلام بأمير المؤمنين.
وسماه الله عز وجل بذلك لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء، وأنطق بذلك أرواح الأنبياء. وسماه بهذا الاسم جبرئيل عليه السلام وسماه أمير المؤمنين، تارات قال عليه السلام بالوحي إليه وتارات سماه أمير
পৃষ্ঠা ১২৬