402

وأضيف إلى المسجد مدرسة فيحاء تشتمل بيوتها «7» من بساط الأرض إلى مناط السقوف على تصانيف الأئمة الماضين، من علوم الأولين والآخرين، منقولة من خزائن الملوك الصيد، نقروا «8» عن ديار العراق، ورباع الآفاق، حتى اقتنوها بخطوط كفرائد سموط، مصححة بشهادات التقييد، وعلامات التخفيف والتشديد. ينتابها فقهاء دار الملك وعلماؤها للتدريس والنظر في علوم الدين، على كفاية ذوي الحاجة منهم. ما يهمهم جراية وافرة، ومعيشة حاضرة. وقد اقتطع من دار الإمارة إلى البيت الموصوف طريق يفضي إليه في أمن «1» من ابتذال العيون اللوامح، واعتراض الرجال من بين صالح وطالح، فيركب إليه «2» على وفور سكينة، وشمول طمأنينة، حتى يقضي المكتوبة، ويقتضي الأجر والمثوبة.

وأما سائر دور الحجاب وقصور القواد، فما يثق «3» بحقائق الإنفاق عليها إلا من أتاها اعتبارا، وشاهدها اختبارا، فيرى مل ء الأباطح أبنية تشرف [229 أ] على الهضاب «4» شرفاتها، وتكاد تغترف من نهر المجرة غرفاتها. وناهيك من بلد يحتوي على مرابط ألف فيل يشغل كل منها- بساسته ومائرته «5» - دارا كبيرة، وخطة وسيعة. إن الله تعالى إذا أراد، عمر البلاد، وكثر العباد، وهو على ما يشاء قدير.

ذكر الأفغانية

পৃষ্ঠা ৪১৮