304

فناصبهم صمصام الدولة «1» الحرب مستكفا شرهم، ومستدفعا بأسهم وضرهم، فاختلفت بهم الوقائع بين تلك الفتن الثائرة، والإحن الفائرة، وكانت «2» عقباها أن أجلت عنه قتيلا.

وتذمر بهاء الدولة للحادثة عليه «3»، فأرصد الجناة بطائلته حتى شردهم كل مشرد، وطردهم كل مطرد، وألجأ أولاد بختيار إلى الجلاء عن تلك الناحية، وزعيمهم يومئذ سالار بن بختيار الملقب بنور الدولة. وكان من أمره أنه انتبذ عنها مدحورا مثبورا، فاضطرته الحال إلى خفارة التجار في تجاراتهم، وإجازتهم «4» على مراصد القطع ببضاعاتهم، على خرج «5» يستعين «6» به من جهتهم على مؤن معاشه ورياشه. واتبعه بهاء الدولة بجيش واقعوه بكواشير «7» فغلبوه، ووصلوا إليه فقتلوه. وحمل غلام منهم «8» رأسه إلى بهاء الدولة، فامتعض للرحم الدانية «9»، واللحمة الحانية، من تشجعه على ملاقاته به «10»، فأمر بالغلام فسلخ جلده من قرنه إلى قدمه عبرة لمن أقدم على ملك بسفك دمه.

পৃষ্ঠা ৩১৫