199

وزحف السلطان في شهور سنة تسعين وثلثمائة إلى خلف بن أحمد وهو محتجز بحصار اصبهبذ- قلعة بينها وبين مجرى النجوم قاب قوسين، بل قيد سهمين، تحور عن مراماتها الأبصار، وتحار دون مساماتها الأطيار- فحاصره بها ممنوعا عن فسحة الاختيار، ممنوا «5» بشدة الاضطرار، مفجوعا براحة القرار، ولذة الغرار «6»، حتى نخب الروع روعه، وودع الروح روحه، فاستشعر البخوع «7» والطاعة، وأظهر الخشوع والضراعة، وسأل سؤال مسكين «8» مستكين أن ينفس عن «9» خناقه، ويرخي «10» من حبل إرهاقه «11»، على أن يفتدي بمائة ألف [113 أ] دينار «12»، وبما يليق بها من خدمة ونثار، وتحف ومبار. فأجابه السلطان إلى ما استدعاه، ووكل به من اقتضى «1» المال حتى استوفاه، وغادره كما هو في إسار الحصار، وخناق الوثاق، وفي نفسه قصد سجستان، لكنه أحب أن يجعل غزوة في «2» الهند مقدمة لما توخاه، وصدقة بين يدي نجواه، تبركا بما يجري [على يديه من] «3» ارتفاع راية الدين، واتساع ساحة اليقين، وإنارة كلمة الصدق، وإغارة قوة الحق.

পৃষ্ঠা ২০৭