178

وركب المنتصر سمت أبيورد والطلب على أثره حتى وصل إلى جرجان، ولما تسامع شمس المعالي بنبئه، رماه بزهاء ألفين من أنجاد الأكراد، فألجئوه إلى الارتحال، وآيسوه من طلب المحال، فكر على أدراجه تائها في الغي، وإنما ترك الرأي بظاهر الري.

وقد كان المنتصر يحقد على أرسلان بالو تسحبه عليه، واشتطاطه في المطالب بين يديه، ومنازعته الرأي فيما ينحوه، ومراجعته القول في كل ما يفوه به فوه. وانضاف إلى ذلك اتهامه إياه بالتخاذل في الحرب التي جرت، وأنه انهزم فيها عن وجه صاحب الجيش أبي المظفر لنفاسته «1» على أبي القاسم بن سيمجور مكانته من اختصاصه وإيثاره وغيرته على الشركة [101 أ] الواقعة له في «2» محله ومقداره، فحمله ما احتساه من ماء الكرب على التشفي بإراقة دمه، والاسترواح إلى انتهاك روحه، ففتك به فتكة أنست فتكات الإسلام، وشفت نفسه من الداء العقام. وتجمع أهل عسكره لإنكار ما فعل، وأنى «3» لهم ذلك وقد سبق السيف العذل «4».

وقام أبو القاسم علي «5» بن سيمجور «6» مصانعا لهم عن المنتصر بلسان المعتذر، حتى خمد التهاجم، وسكن هيجهم واضطرابهم، وتآمروا بينهم على قصد سرخس للاستظهار بزعيم أهلها المعروف كان «7» أبوه بالفقيه إذ كان قد رغب المنتصر في إرفاده وإنجاده وإيثاره بعدته وعتاده، فركبوا المسافة إليها على طريق أبيورد حتى وردوها وجبوا أموالها، وارتاشوا بما سمح لهم الزعيم بها.

পৃষ্ঠা ১৮৬