كان النبي ﷺ يخصُّ العشر الأواخر من رمضان، ما لا يخصُّ غيره، بأعمالٍ يعملُها في بقية الشهر.
فمنها إحياء الليل؛ فيحتمل أن المراد إحياء الليل كلِّه، وروي من وجه فيه ضعفٌ بلفظ: «وأحيا الليل كُلَّه» وفي المسند من وجهٍ آخرَ عنها قالت: «كان النبي ﷺ يخلطُ العشرين بصلاةٍ ونومٍ. فإذا كان العشرُ- تعني الأخيرَ- شمَّرَ وشَدَّ المئزر» .
وخرَّج أبو نعيم بإسناد فيه ضعف، عن أنس ﵁: «كان رسول الله ﷺ إذا دخل رمضان قام ونام، فإذا كان ليلةُ أربعٍ وعشرين لم يَذُق غمضًا» .
ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياء غالبه؛ وروي عن بعضهم من أحيى نصف الليل فقد أحيى الليل؛ وفي صحيح مسلم عن عائشة ﵂ قالت: ما علمتُهُ ﷺ قام ليلة حتى الصباح.
ونقل عن ابن عباس ﵄: أن إحياءها
يحصلُ بأن يُصلِّيَ العشاء في جماعة، ويعزمَ على أن يصلِّي الصبح في جماعة؛ وقال الشافعي: من شهد العشاء والصبح
ليلة القدر، فقد أخذ بحظه منها، ونقل مثله مالكٌ عن ابن المسيب، وروي مرفوعًا: من حديث أبي هريرة «من صلى
1 / 55