[113]
من المهدي، وبنى يحيى بن خالد قصرا يعرف بقصر الطين، ثم بنى فيه الفضل بن يحيى وجعفر بن يحيى قصرين، كانا يعرفان بهما.
وكان يحيى بن خالد يميل إلى الفضل، والرشيد يميل إلى جعفر، فكان الرشيد يقول ليحيى كثيرا: أنت للفضل، وأنا لجعفر، وغلب جعفر على الرشيد غلبة شديدة، حتى صار لا يقدم عليه أحدا، وأنس به كل الأنس، وأنزله بالخلد، بالقرب من قصره، وتباعد ما بين الفضل وجعفر، لأن الفضل كان يلتمس من جعفر أن يعطيه بعد اختصاص الرشيد إياه من نفسه، مثل ما كان يعطيه قبل ذلك، فخرجا إلى أن صار أحدهما يسبع الآخر.
وكان جعفر أوصل الأصمعي إلى الرشيد، فقال له الرشيد يوما: أخبرني: من أم فلان؟ لإنسان من العرب. فقال له الأصمعي، على الخبير سقطت يا أمير المؤمنين، فقال الفضل: أسقط الله أنفك وعينيك! أهكذا تخاطب الخلفاء! وإنما أراد بذلك مساءة جعفر، والقصد له.
وقلد يحيى بن خالد الفضل بن الربيع ديوان النفقات في سنة اثنتين وسبعين ومائة. وفي هذه السنة ظهر يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ابن علي بن أبي طالب بالديلم، وقوى أمره، فشق ذلك على الرشيد، وأنهض إليه الفضل بن يحيى في خمسين ألفا، وأنهض معه وجوه القواد، وولاه كور الجبل في سنة ست وسبعين ومائة، وفيه يقول أبو قابوس الحيري:
رأى الله تفضيل ابن يحيى بن خالد ... ففضله والله بالناس أعلم
له يوم بؤس فيه للناس أبؤس ... ويوم نعيم فيه للناس أنعم
পৃষ্ঠা ২০৯