وتحارب هو وأخوه السد بركات محاربة ثانية بمحل يقال له: "طرف البرقا"1
~~فانهزم السيد بركات؛ فوليها السيد هزاع ثانيا واستمر إلى خامس عشر من رجب
~~ثم توفي إلى رحمة الله.
ثم عاد السيد بركات إلى مكة واستمرت الفتن والشرور بينه وبين أخيه السيد
~~أحمد جازان وتحاربا مرارا، وكان ابتداء ذلك من أواخر ذي الحجة سنة سبع
~~وتسعمائة إلى أن كان يوم السبت الخامس والعشرون من شوال سنة ثمان وتسعمائة
~~فوصل السيد جازان بعسكر كبير من ينبع من بني إبراهيم وغيرهم ووقع الحرب
~~بينه وبين أخيه السيد بركات فانهزم السيد بركات.
ثم وليها السيد أحمد جازان ودخل مكة في يوم السبت المذكور ونهب عسكره مكة
~~وفعلوا أفعالا قبيحة وانتهكوا حرمة البيت وجرى منهم على مكة وأهلها أمورا
~~شنيعة ليس هذا محل ذكرها ولا نحن بصددها، واستمر السيد جازان بمكة إلى آخر
~~ذي القعدة من السنة المذكورة فبلغه وصول التجريدة من قبل السلطان الغوري2
~~بقيادة الأمير الكبير المعروف: بقتب الرجبي "بالجيم ثم الموحدة" بسبب ما
~~فعله السيد جازان من نحو مكة ونهب الحاج الشامي والمصري فخرج من مكة هاربا،
~~وهذا الشريف أحمد جازان المذكور هو جد أشراف مكة.
ثم عاد إلى مكة السيد بركات فواجه أمير التجريدة وقبض عليه، ثم حج وتوجه
~~بعد ذلك إلى القاهرة من طريق ينبع في أوائل سنة تسع وسبعمائة، ثم عاد السيد
~~جازان إلى مكة واستمر بها إلى يوم الجمعة عاشر رجب من السنة المذكورة فقتله
~~الأتراك الشراكسة بالمطاف.
ثم وليها بعده أخوه السيد حميضة بن محمد واستمر إلى أواخر محرم أو أوائل
~~صفر من سنة عشر وتسعمائة فعزل.
ثم وليها أخوه السيد قايتباي بن محمد بإشارة أخيه السيد بركات، وقد أمكنه
~~الله بالفرار إلى مكة من مصر ولم يشعر به الغوري إلا بعد يومين؛ فأرسل خلفه
~~فلم يلحقه، واستمر قايتباي متوليا موافقا لأخيه بركات مستضيئا برأيه إلى أن
~~توفي إلى رحمة الله يوم الأحد الحادي والعشرين من صفر عام ثمان عشرة
~~وتسعمائة بأرض حسان بوادي مر، فحمل إلى مكة فدفن بها، وهذا الشريف قايتباي
~~جد أشراف مكة.
ثم استولى السيد بركات بعد موته على مكة إلى شهر شعبان من هذه السنة
~~بمفرده.
পৃষ্ঠা ৩৬১