অস্তিত্ববাদ: একটি খুব ছোট ভূমিকা
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
محمد فتحي خضر
إلى روز وبوب فلين، وبرادي وكولين وألانا
تمهيد
شاع ارتباط الوجودية بالمقاهي الباريسية في ليفت بانك و«عائلة» الفيلسوفين: جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار، التي اجتمعت هناك في الأعوام التي أعقبت مباشرة تحرير باريس في نهاية الحرب العالمية الثانية. يتصور المرء مفكرين غير تقليديين وطليعيين، لا تفارقهم السجائر، يستمعون إلى موسيقى الجاز وهم يناقشون في حرارة تبعات حريتهم السياسية والفنية المكتسبة حديثا. يسودهم مزاج الحماس والإبداع وتحليل الذات القلق، والحرية ... دائما الحرية.
على الرغم من أن هذا يعكس الصورة التي تروج لها وسائل الإعلام اليوم ويجسد - بلا شك - روح العصر، فإنه يخفي الدلالة الفلسفية للفكر الوجودي، مصورا إياه كظاهرة ثقافية مرتبطة بفترة تاريخية معينة. ربما يكون هذا هو الثمن الذي يدفعه أسلوب فكري يميل إلى النظر إلى الفلسفة نظرة مادية بدلا من نظرة مجردة وخالدة. كانت رغبة الوجوديين في الارتباط بالعصر سببا في التزامهم الاجتماعي والسياسي، لكنها ربطتهم أيضا بمشكلات زمانهم، ودعت الأجيال اللاحقة إلى النظر إليهم كظاهرة عفى عليها الزمن.
هذا سوء تفسير للفكر الوجودي آمل أن أصححه في هذا الكتاب القصير. لو كانت الوجودية تحمل آثار ظهورها بعد الحرب، فإنها على الأقل - من حيث كونها أسلوبا للتفلسف والتعامل مع الموضوعات المهمة في حياة الناس - قديمة قدم الفلسفة نفسها، وهي معاصرة شأن الحالة الإنسانية التي تعكف على دراستها. ولكي أضمن منذ البداية عدم إغفال هذه النقطة، سأبدأ
الفصل الأول
بمناقشة علم الفلسفة، لا كمذهب أو نظام فكري وإنما كأسلوب حياة. وقد استوحيت عنوان
الفصل الأول
من دراسة الباحث الكلاسيكي بيير هادو عن عودة المذهب الرواقي كمثال يوضح كيف تستطيع الفلسفة «القديمة» أن تجعل لحياة الناس معنى حتى في أيامنا المعاصرة. ومع أن هادو يفضل فلسفة الإغريق والرومان، فإنه يجد اهتماما مشابها في كتابات سورين كيركجارد وفريدريك نيتشه، المعروفين ب «رائدي» الحركة الوجودية في القرن التاسع عشر، ولدى خلفائهما في القرن العشرين.
অজানা পৃষ্ঠা