ধর্মীয় অস্তিত্ববাদ: পল টিলিচের দর্শন সম্পর্কে একটি অধ্যয়ন
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
জনগুলি
يمثل باول تيليش مع كارل بارت القوسين المتطرفين اللذين يحصران بينهما متغيرات اللاهوت البروتستانتي المعاصر. بارت يواصل تيار مارتن لوثر وكالفن مباشرة فيقيم لاهوته على أساس مطلقية الرب؛ أي - أنه تعالى - ليس موضوعا لمعرفتنا أو لأفعالنا، فلا ينبغي أن يطمح عقل الإنسان المتناهي لاستكناه سره. الإنسان على الأرض، والرب في السماء،
1
مفارق له؛ لقد تعالى سبحانه علوا كبيرا. المسيحية ليست لها أية أسس عقلانية، ولا ينبغي أن يكون. الوحي يحمل في ذاته كل حيثياته، فيرفض بارت أي دفاع عن الوحي أو إثبات أو تبرير له، بأسانيد إنسانية حضارية. اللاهوت لاهوت الكنيسة فقط، فليدخلها من يريد الحقيقة، ويمارس الطقوس الدينية، التي لن يفهمها إلا المؤمنون؛ بهذا فقط تدخل الروح المقدسة في النفس الإنسانية.
هذه هي الصورة التي حددها بارت لإعادة صياغة وإحياء المسيحية، والتي ينبغي في رأيه أن تتكفل بها البروتستانتية؛ لذلك يمثل بارت أعنف مهاجمي اللاهوتيات الليبرالية التي تفسر الوحي تبعا لصالح الإنسان وحضارته؛ إنها - أي اللاهوتيات الليبرالية - هي تلك الحركة البروتستانتية التي تفجرت في القرن التاسع عشر، بل ومنذ أيام كانط، أصبحت الحضارة هي معيار صدق العقيدة، وباتت مهمة اللاهوتيين الليبراليين (الأحرار) هي الدفاع عن العقيدة بمصطلحات الحضارة وفي حدودها، وتلك سخرية أنتجتها مسيحية الحاضر الواهنة، وتقلص نفوذها؛ وعلى هذا يؤكد بارت أن اللاهوت ينبغي أن يقف في مواجهة الحضارة العلمانية، ولا يتعامل معها إطلاقا.
2
ويمثل تيليش الرفض التام لهذا التقابل بين اللاهوت والحضارة، ويؤكد أن فلسفته للدين معنية أولا بالعلاقة بينهما، والتي ينبغي تحديدها على أساس كليهما، الدين لا يمكنه أن يهجر المطلق؛ الألوهية، ولن يسمح لنفسه أن يصبح مجرد منطقة محدودة داخل الحضارة، أو أن يتخذ موقعا جانبها، وهذا ما حاولته الحضارة الليبرالية؛ ليصبح الدين نافلة ستندثر يوما ما؛ لأن بنية الحضارة مكتملة بدونه، والحضارة بدورها قد ترى أنها لن تستسلم للدين بغير أن تتخلى عن استقلالها ... عن الأوتونومية تماما، وربما عن نفسها، وهي لا يمكن أن تتخلى عن الحق والعدل والحرية والعقل باسم المطلق الديني والحقيقة أن «الدين هو الجوهر غير المشروط للحضارة، والحضارة هي الصورة المشروطة للدين.»
3
إن تيليش يستأنف الطريق الذي شقه تلميذ شلنج، إمام اللاهوت الليبرالي فردريش شلايرماخر
F. Schleirmacher (1768-1834م) والذي يعتبره أبا اللاهوت البروتستانتي الحديث والمعاصر بأسره؛ فإذا أخذنا في الاعتبار أنه قام ليختلف عن اللاهوت الأرثوذكسي والكاثوليكي، فلا بد أن يكون تركيبا من الله والإنسان. وقد قام شلايرماخر - على حد تعبير تيليش - بهذا «التركيب العظيم»؛ إنه لم ينكر فلسفة التنوير، لكن بتركيبه، انتصر عليها في قلب المجال اللاهوتي؛ فقد كان الدين في عصر التنوير فقط لتحقيق الأمر الأخلاقي، أما في المجال المعرفي، فالفصل تام بين الرب وبين الإنسان وعالمه، بحيث يتساوى الإيمان والإلحاد. وجاء شلايرماخر ليرفض هذا الفصل، لم يقل بوحدة الوجود الصوفية، لكنه تمسك بمبدأ هوية
Identity
অজানা পৃষ্ঠা