ধর্মীয় অস্তিত্ববাদ: পল টিলিচের দর্শন সম্পর্কে একটি অধ্যয়ন
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
জনগুলি
وتيليش كأي فيلسوف وجودي، ينطلق من واقعة أن الإنسان وحيد في الكون، فرد فريد لا يمكن أن يشاركه في موقفه الوجودي أو يحل محله آخر؛ فيستهل كتابه «الآن الأبدي» بالفقرة التالية:
لقد كان هناك بمفرده، وكذلك نحن. إن الإنسان بمفرده لأنه إنسان أو بمعنى ما نلقى كل مخلوق بمفرده. وبانفراد مهيب يرحل كل نجم عبر ظلام الفضاء اللامتناهي ، وتنمو كل شجيرة وفقا لقانونها هي الخاص محققة إمكانياتها الفريدة. وتحيا الحيوانات، تقاتل، تموت من أجل ذاتها، وهي بمفردها؛ بعضها جماعيا، بيد أنها جميعا بمفردها! وأن تحيا يعني أن توجد في جسد؛ جسد منفصل عن كل الأجساد الأخرى، وأن تكون منفصلة يعني أن تكون بمفردها. يصدق هذا على كل مخلوق، ويصدق على الإنسان أكثر مما يصدق على أي مخلوق آخر. إنه ليس فقط بمفرده، لكن يعلم أيضا أنه بمفرده ولكونه على وعي بما هو عليه، فإنه يثير التساؤل عن وحدته. يسأل لماذا هو بمفرده، وكيف يستطيع الانتصار على كونه بمفرده؛ فهو لا يستطيع تحمل هذه الوحدة
aloneness ، ولا هو يستطيع الفرار منها. إن قدره أن يكون بمفرده، وأن يكون على وعي بهذا، ولا حتى الرب يستطيع أن يرفع عنه هذا القدر.
7
يقول تيليش هذا وهو يناقش مأزق الإنسان، في فصل بعنوان «الانفراد والتفرد»، فيوضح براعة اللغة؛ حيث إن المصطلح الأول (الانفراد
Loneliness ) يشير إلى الجانب المأساوي من الوحدة والذي يبلغ ذروته في موقفي الذنب والموت؛ فلا أحد يشارك في رفع وزرهما؛ أما المصطلح الآخر (التفرد
Solitude ) فيشير إلى الجانب النبيل الجليل الجميل للوحدة المحتومة على الإنسان، ويوضح لماذا لا يستطيع الله بجلالته أن يخلصه منها، ذلك أن عظمة الإنسان في أنه يتفرد: يتمركز داخل ذاته وينفصل عن عالمه، فيكون قادرا على أن يعلو عليه وينظر إليه ويعرفه ويحبه؛ وفي التفرد يتحقق أسمى أشكال وتعيينات الوجود الإنساني؛ أي الإبداع؛ وأيضا تنمو وتترعرع أعظم قوة قادرة على مقاومة الوحدة والانفراد؛ أي الحب وأيضا التواصل الجنسي، وإن كانت قوة محدودة بإمكانيات رفض الحب أو موت وفقدان المحبوب. «الإنسان وحيد» إذن سلاح ذو حدين، وهو أولا وأخيرا قدر الإنسان المحتوم - فقط الإنسان. ويؤكد تيليش أن الذي يستطيع أن يكون وحيدا بمفرده، هو فقط الذي يمكنه الزعم بأنه إنسان؛ ذلك هو مجد الإنسان، والحمل الذي ينوء بكلكله.
والآن، لقد رأينا في المقدمة أو المدخل أن ويلات الحرب جعلت الأجواء مهيأة للوجودية كي تستأنف طريق نيتشه، وتسير في مقولة الفردانية إلى منتهاها، إلى الهجر، الإلحاد، الإنسان وحيد تماما مهجور في هذا الكون، لا إله يقيم معه شيئا من التواصل. تلك هي الوجودية الملحدة التي شاعت وذاعت، والجرح الذي قامت لتداويه جعلته يفغر فاهه بشراسة أكثر. ولكن حين التعرف على سيرة تيليش وجدنا أن ويلات الحرب هي نفسها التي جعلته يؤكد الاحتياج لحضارة ثيونومية، للألوهية، ولوجودية دينية كي يلتئم الجرح. ونحن نتساءل: أي الطريقين الوجوديين - طريق الإلحاد وطريق الإيمان - أكثر تحقيقا لحيثيات التجربة الوجودية؟ أكثر وجودية؟ نحسب أنه الطريق الثاني.
بداية، يوضح تيليش أن الوجودية التي قويت وتألقت في القرن العشرين هي: تعبير عن قلق الخواء واللامعنى ومحاولة قهره بشجاعة تحتويه داخلها. وبهذه الشجاعة حدث الانفصال في مفترق الطرق بين الوجودية الدينية والملحدة. ولا شك أن قلق اللامعنى ليس فقط معلولا مباشرا للحرب العالمية، بل يعود أيضا إلى رفض الألوهية في القرن التاسع عشر، والذي بلوره نيتشه بقوله «الله مات.» فمات معه نسق القيم والمعاني التي يحيا عليها الإنسان. هذا أمر محسوس بوصفه خسارة وفقدانا، وبوصفه تحررا وانطلاقا، فإما أن يؤدي إلى شجاعة العدمية، وإما إلى شجاعة تحتوي العدم داخلها. ويحمل نيتشه قمة التعبير عن الشجاعة العدمية الموئسة المحطمة للذات، إنها شجاعة اليأس
Courage of Despair ، وأعمق تعبير فلسفي عنها في كتاب هيدجر (الوجود والزمان)، هي بلا شك شجاعة جسورة، تفصح عن قدرة على مواجهة العالم كما هو، ولكنها تدفع ثمنا باهظا هو فقدان المعنى والخواء - فقدان كل شيء؛ فاليأس هو الموقف الحدي القصي والذي لا يمكن أن يتجاوزه المرء. صميم معنى كلمة اليأس: لا أمل، لا طريق يبدو إلى المستقبل.
অজানা পৃষ্ঠা