فصاح في غضب: خيلاء أمة؟
فقالت: ليست بأول أمة في هذا القصر، دعها تخرج إلى نجران، فهناك تكون حرة حقا. كم من الحرائر يبعن حريتهن من أجل فقاعة، ولا عيب على امرأة تكون في أعين الناس أمة وهي في حقيقتها صافية الحرية. دع يكسوم يزدرد غيظه وهو يراها تنجو من مخالبه.
فقال سيف في حزن: وأما أنا!
فقالت ريحانة في عطف: تجلد يا ولدي ودع الأيام تداوي جرحك، وعزاؤك أنها لم تصبح أمة.
فقال في غضبة: وأبقى أنا عبدا؟ أماه! لا بقاء لي هنا.
فقالت ريحانة في ذعر: سيف! ماذا قلت يا سيف؟
فأجاب: لن أبقى هنا!
فقالت: بل ابق إلى جنبي، لا تتركني يا سيف لوحدتي وشقائي.
فقال: لقد حرصت على حرية خيلاء، فلا تكوني أقل حرصا على حريتي. لن أبقى هنا لأكون عبدا ليكسوم، بل إن دماء أجدادي تناديني أن أذهب إلى قومي وأدعوهم إلى استرداد إنساتيتهم وحريتهم. هذا فرض توجبه علي الدماء المنحدرة إلي من آبائي.
فقالت ريحانة في حزن: وأمك يا سيف؟
অজানা পৃষ্ঠা