ইতালিয়ান ইউনিটি

তাহা হাশিমি d. 1380 AH
177

ইতালিয়ান ইউনিটি

الوحدة الإيطالية

জনগুলি

وبينما كان الطليان يهمون باستثناء الهجوم وإذ بنابليون يبرق لهم بغتته بأن النمسة عرضت عليهم تسليم فنيسيه إليه ليتولى هو إعادتها إلى إيطالية ويقترح عقد هدنة على هذا الأساس، ولقد ارتبك نابليون لبناء معركة «صادوفة» التي وقعت في 3 تموز بين البروسيين والنمسويين، وقد أعقب برقيته بعد ثلاثة أيام بتهديد ينذر فيه إيطالية بإعادة فنيسيه إلى النمسة والاتفاق معها إذا هي رفضت الهدنة، وأصبحت إيطالية تجاه أزمة خطيرة ووقعت بين نارين: فالإصرار على الحرب ورفض الهدنة مخاطرة تؤدي بقطع الصلات بفرنسة، وهذه قد تجر إلى أخطار عظيمة، أما قبول الهدنة والجيش لا يزال سالما وملوثا بهزيمة كوستوزه فمعناه القضاء على السمعة العسكرية للأمة الفتية، وقبول فنيسيه صدقة من أجنبي لم يكن سوى إهانة تصيب عزة نفس الملك والوزراء والشعب في الصميم.

وكان الشرف والمصلحة يقضيان بأن لا تعقد إيطالية أية هدنة من دون رضاء بروسية، وعليه فقد أجابوا الإمبراطور بأنهم لن يعقدوا أية هدنة إلا بموافقة بروسية، وأنهم حتى إذا تمت هذه الموافقة فلم يوافقوا على المقترحات قبل أن تسرع النمسة بالتخلي عن قلاع فنيسيه وتعلن فرنسة تأييدها لمطالبهم في ترانتينة، وكان ينبغي لإيطالية أن تسرع إلى الاستفادة من هذه الفترة فترجع سمعتها في ميدان القتال بفتح فنيسيه بحد السيف والحصول على ترنتينة وإيسترية، فتصبح بذلك ذات حق اكتسبته بجهادها في أثناء المفاوضات المقابلة.

وأثار الفتور أو الكسل الذي تلا معركة كوستوزه بعض المخاوف في برلين؛ إذ خشيت من أن يؤدي تخلي الإمبراطور إلى بطء الحركات، كما خشيت أن تغري إيطالية بخيانة حليفتها، فأصر ريكاسولي - بكل قوته - على السير إلى الأمام ... مضى الوقت وحل منتصف شهر تموز ولم يتسن للقادة الموافقة على الخطة التي لا تختلف كثيرا عن خطة جيالديني الأصلية، واعتزموا ترك قسم من الجيش لمراقبة القلاع الأربع ومعاونة المتطوعين في ترنتينة، بينما يتقدم جيالديني بالقسم الأكبر من القوات نحو فنيسيه وإرسال مفرزة لضبط إيسترية، وكان قسم كبير من القوات قد استدعيت بين 9 و13 تموز من القلاع الأربع للدفاع عن فينا، وفي 14 و15 تموز احتل جيالديني بادوية فنيسيه بينما كان مديجي يتقدم في وادي سوجالة ليتحصل بغاريبالدي، وفي تموز تركت قوات لامارمورا مواضعها على أوجيلو وسارعت للاتصال بجيش جيالديني، وهكذا سار جيالديني نحو الشرق في جيش يبلغ 150000 كان في 25 تموز على أهبة اجتياز الحدود والمرور من «كارينولبة».

وكانت متطوعة غاريبالدي البالغة 38000 متطوع تتقدم رويدا رويدا في التيرول وتحارب النمسويين والتيروليين، ومع أنها حاربت ببسالة إلا أنها لم تكن صالحة للحرب في الأراضي الجبلية وقد روعي في اختيار ضباطها اعتبارات سياسية أكثر منها عسكرية حتى قيل عنهم: «إن رجالا تدربوا في السجون أو في البرلمان أصبحوا الآن قادة الألوية.» وأزال الفوز اليسير الذي ناله المتطوعون بعض العار الذي لصق بإيطالية في كوستوزه، ولكن إيطالية منيت بهزيمة بحرية سببت ذلة جديدة؛ إذ ظل الأسطول الإيطالي عاطلا في أنكونه، ممتنعا عن قتال الأسطول النمسوي الضعيف إلى أن تلقى أوامر قطعية أجبرت الأميرال برسانو على أن يخرج إلى البحر وأن يهاجم جزيرة ليسة الدلماسية ومرفأها البحري المهم، وكان الأسطول قد نال قسما من هدفه؛ إذ ظهر الأسطول النمسوي في 20 تموز، وكان عدد قطعه قليلا ونشبت معركة خسر فيها الطليان دارعتين من عشر دارعات وأسفرت المعركة عن انكسارهم، وهكذا خسروا المعركة البحرية كما خسروا المعركة البرية في كوستوزه.

ورأت إيطالية أن النصر يكاد يفلت من يدها حينما اتصل بها نبأ توقيع بيسمارك على مقدمات الصلح في نيكولسبرج في 26 تموز؛ إذ خان بيسمارك حليفه مرة أخرى وتفاوض في شروط السلم من دون أن يكترث لحليفه، ولم يبق لدى بروسية ما يدعو إلى الاستمرار على الحرب وكان بيسمارك لا يزال يخشى نيات نابليون، ولكي يضمن رضاءه عرض عليه أن يتحالفا حلفا هجوميا يعطيه لقاءه بلجيكة، ولكن الإمبراطور لم يكن قط يرغب في بلجيكة وكان يرجو الحصول على لوكسمبرج أو بالاتينة وعزم على أن يحول دون ضم بروسية وألمانية الجنوبية إلى الدول الجرمانية الخاضعة لبروسية، إلا أنه كان يرتئي الوصول إلى غايته بالطرق السلمية، فعقد النية على إجبار إيطالية على الإذعان وكان يعلم بأنها لا تستطيع أن تحالفه وألح عليها بقبول الهدنة حالا، وتخلى عن الوعد الذي وعده بانتقال فيرونه ومانتويه حالا إلى إيطالية ورفض أن يتعهد بأي شيء بشأن التيرول.

وقد وافق ريكاسولي على قبول الهدنة على أساس أخذ ما يمكن امتلاكه وينص على انتقال فنيسيه إلى حوزة إيطالية من دون شروط مهينة فيجري الاقتراع العام، وبحسب الاقتراع تكون إيطالية قد أخذت الإيالة الجديدة برغبة الشعب لا هبة من فرنسه، وافق الإمبراطور على الشروط اسميا إلا أنه اجتنب حالا وعده بالدفاع عن أساس أخذ ما يمكن امتلاكه، أما بيسمارك فرفض أن يجعل المدعيات بالتيرول ذريعة لاستئناف الحرب، وكانت النمسة تعلم بأنها تستطيع أن ترفض إعطاء التيرول من دون أن ترى في ذلك بأسا، فأنذرت إيطالية باستمرارها على الحرب فيما إذا لم يتخل الطليان عن التيرول.

وكان ريكاسولي بين أمرين فإما أن يجازف كثيرا بدلا من أن يتخلى عن ترنتينة وإما أن يطأطئ الرأس أمام رغبة الإمبراطور، وكان يقول: «إن شرف إيطالية أثمن من فنيسيه.» بيد أنه لما اطلع على أخبار الموقف الحرج في الجيش أخذ يتراجع شيئا فشيئا، وانتهى به الأمر إلى استسلام يرثى له، وقد انتهزت النمسة فرصة الهدنة التي عقدتها مع بروسية وحشدت قواها، وقد بلغت 250000 بين إيزونزو وتريستة و60000 في التيرول الشمالي، وأصبحت بهذا إيطالية بين أمرين: إما السلم المهين وإما حرب تكاد تنتهي بالفشل.

وكانت الهدنة قد تمددت خمسة عشرة يوما ظل الطليان متعنتين في أثنائها، ولكن حدث في اللحظة الأخيرة أن أبدى ريكاسولي موافقته، وقد سبق أن عزم لامارمورا أن يأخذ على مسئوليته الخاصة التوقيع على الهدنة فكل ما تم الحصول عليه بعد ذلك كله هو الحصول على فنيسيه بشروط مشرفة، ويظهر أن الإمبراطور لمجرد الصلف رغب - جهده - في تذليل إيطالية فحاول تحريض فنيسيه على طلب حماية فرنسة، وبسبب الاختلاف أجل التوقيع على شروط الصلح إلى تشرين الأول، وبذلك أضيفت أسباب جديدة إلى عوامل الجفاء بين إيطالية وفرنسة.

الفصل الثامن والثلاثون

البلاد والمجلس النيابي

অজানা পৃষ্ঠা