91

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

প্রকাশক

مبرة الآل والأصحاب

সংস্করণের সংখ্যা

الرابعة

প্রকাশনার বছর

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

প্রকাশনার স্থান

الكويت

জনগুলি

وتأخر عن القتال، ففي ذلك أنزل الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ أي له أسوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه (^١) وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره: سبب النزول، أن الآية الأولى من هاتين الآيتين ناظرة أيضًا إلى حادثة أخرى من حوادث معركة أحد، وهي الصيحة التي ارتفعت فجأة في ذروة القتال بين المسلمين والوثنين: أن قتلت محمدًا، قتلت محمدًا (^٢). وقال محمد جواد مغنية في تفسيره: تشير هذه الآية إلى واقعة معينة وهي واقعة أحد (^٣). ثالثًا: سياق الآية لا يدل على ردة الصحابة، بل فيه معاتبة وإرشاد من الله ﷿ للصحابة على ما كان منهم من هلع وجزع في غزوة أحد، عندما قيل لهم: إن النبي ﵌ قد قُتل، فيخبر الله هؤلاء النفر: أن محمدًا بشر، اختاره الله لرسالته إلى خلقه وقد مضت قبله رسل، بعثهم الله لأقوامهم فأدوا الرسالة ومضوا وماتوا وقُتل بعضهم، وأنه ﵌ حاله كحال الرسل في الحياة والممات فقال تعالى مبيًا هذا المعنى بصيغة الاستفهام الإستنكاري: ﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤] فمعناه: أفإن أمات الله نبيه، أو قتله الكفار ارتددتم كفارًا بعد إيمانكم؟! فسمي الارتداد انقلابًا على العقب: وهو الرجوع القهقرى لأن الردة رجوع إلى أقبح الأديان، كما أن الانقلاب رجوع عن الإقدام، والألف في قوله ﴿أَفَإِنْ مَاتَ﴾: ألف إنكار، صورته صورة الاستفهام، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤)﴾ [الأنبياء: ٣٤]، فهذه الآية ليست إخبارًا من الله بخلود

(^١) تفسير القرآن العظيم: (٢/ ١١١). (^٢) تفسير الأمثل: (٢/ ١٦٩). (^٣) تفسير الكاشف: (٢/ ٥٥٤).

1 / 102