ওয়াজির ইবন জাইদুন
الوزير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي
জনগুলি
يتهادى بين عجب واختيال
يا نظرة أثر سهمها بالفؤاد تركتني أهيم من الغرام في ألف واد، جنتها على القلب العين بلمح محيا الشمس بدون غين، تلك التي أسرت فؤادي وسرت، وجارت علي لما أجرت دموعي وجرت، وليس لي صبر على حلو حديثها الشهي، والنظر إلى طلعة وجهها البهي، ومطارحتها نوادر الآداب ومغازلة عينيها بما يفتح لمحاسن أغزالي الباب، فأشنف آذاني بلآلئ إنشائها وإنشادها، ويتعبد طرفي في زوايا أصداغها إذا أسعفت أشواقي بمرادها، فأنشدها ما يطيب في السمع ويعذب في الأذواق، ويترنم به ركب الحجاز إذا راعت النوى قلوب العشاق ... إن عشق ولادة أيها النديم ليس بقلبي المعنى سواه غريم، فكيف يكون الطريق إلى طروق حماها، ووصول النفس من أنس وصالها إلى مناها، وقد أحدقت بها سمر الرماح، وحفت بخبائها بيض الصفاح، وأذن السمهرية مصغية للسمع وجفن الحسام منتبه لتفريق الجمع، فهل من حيلة تفتح باب النجاح، فأحمد سراها إن رأيت من فرق تلك العقيلة الصباح، أشر علي بما هو الصواب، وسدد بخطابك الجواب.
النديم :
الخطب أيها الوزير الجليل وإن كان عظيما إذا نظر إليه بطرف غير كليل، يهون إذا تلقيته بدرع الحجا، وأعددت لدفعه جنة حسن الرجا، وإني أحدثك بحديث يغنيك عن القديم، ويوضح لك طريق الأنس في الليل البهيم، وهو أن ولادة لها بك هوى شغلها عن طيب الوسن، وشرع لها معاطاة كئوس الوله وسن، وكلفها بك غدا لها طبعا بدون تكلف، ولا يرى لعطفها بغير نسيم ذكرك تعطف، حتى إن ناديها الذي هو جامع الأنس وقبلة المتأدبين، وحلبة جياد الأدب بعصابة الشعراء المجلين، لا ترتاح إليه بدون ذكر آدابك، ولا تخطب فيه إلا بإظهار اشتياقها إلى خطابك، وحيث عرفت ولهك بها فسوف أطلعها على حقيقة الحال، وأتلو عليها فصل غرامك للدخول من باب الوصال، وأصنع يدا عندها بسعي القدم، وأفوز بشكرك إذا فزت من نعيم وصلها بالنعم.
أبو الوليد :
أحسنت أيها النديم برفع هذا الخبر، وخففت عني بعض ما أجده من معاناة الفكر، فتمم مشروعك الحسن، ومن على خليلك بإسداء المنن؛ فقد قوي أملي بإدراك المنى، وأنارت ليل رجائي من محياها بأبهى سنا، غير أنه رفع إلي خبر بالابتداء، جر علي بعامل القلق أنواع البلاء، وهو أن الوزير أبا عامر الملقب بالفار، أصبح بحب ولادة عاني القلب مسلوب القرار، وقد طلب منها ما لا تصل إليه مناه، ولا تخيله له الأحلام الباطلة في كراه؛ فقوبل منها بأقبح رد، وكاد سيف ناظرها يقيم عليه الحد، ونفرت منه أشد نفار، وتركته وقد فاض دم قلبه وفار، فهو الآن ينصب لصيد تلك الغزالة شراك الاحتيال، ويفوق لإصابة غرض وصلها نبال الآمال، فلذلك أتأرق حرقا، وأتحرق أرقا.
النديم :
هيهات أن يصل إلى الشمس من تعلق بحبالها، أو تشرق في أفق آماله من طمع بخيالها، وحجا ولادة وهي ذات حزم يمنع أن يخطر في خاطر ذلك الوهم، وحيث ردت رسائل دمعه بالنهر، ومنعت عن يتيم ثغرها بصده يد القهر، فما يرومه منها أمر لا يكون، ودون وروده من محياها ورد حياض المنون، ولا تتوهم أنه يصدق على ولادة وإن كانت من ربات الخدور، ما أنشده بشار بن برد وهو عنه مأثور:
لا يؤيسنك من مخدرة
قول تغلظه وإن جرحا
অজানা পৃষ্ঠা