تابع قائلا: «علي التراجع إلى الجانب الآخر من الحدود بأقصى سرعة ممكنة. فهذه البلدة صارت أخطر مما أحتمل.»
قالت الفتاة بعينين منكستين في الأرض: «لكنك أكثر أمنا بكثير هنا. لقد جاء رجل بنبأ مفاده أن زوارق الولايات المتحدة الحربية تبحر عبر النهر جيئة وذهابا، وتأخذ كل من يحاول العبور من هذا الجانب أسيرا.» «حقا! حسنا، لقد توقعت ذلك. ولكن ماذا عساني أن أفعل بستوليكر إذن؟ لا أستطيع أن أبقيه مقيدا هناك. لكني سأهلك حالما يتحرر من قيده.» «ربما تستطيع أمي أن تقنعه بعدم فعل أي شيء آخر. هل أذهب إليها؟» «لا أظن أن ذلك سيجدي أي نفع. فستوليكر حيوان عنيد. لقد ذاق على يدي معاناة أشد من أن تجعله يتسامح معي. سنجلب له كرسيا على أي حال، ونرى تأثير المعاملة الطيبة عليه.»
حين وضع الكرسي في متناول ستوليكر، جلس عليه وهو ما زال يعانق العمود بحماسة اضطرارية كادت تجعل كيتي تضحك، رغم جدية الموقف، وأضاءت عينيها بنظرة التلذذ بإزعاج الآخرين التي دائما ما كانت تسعد ييتس.
سأل الشرطي قائلا: «كم من الوقت سأضطر إلى البقاء هنا؟».
أجاب ييتس بمرح: «أوه، ليس طويلا، لن تبقى لحظة أطول من الوقت اللازم. سأرسل البرقية حين أصل سالما إلى ولاية نيويورك؛ لذا لن تبقى هنا أكثر من يوم أو اثنين.»
لم يبد أن هذه الطمأنة قد بثت الكثير من الراحة في نفس ستوليكر.
قال: «أصغ إلي، أظنني أعي الهزيمة جيدا حين أتعرض لها كأي إنسان آخر. لقد كنت أفكر مليا في الأمر برمته. إنني تحت إمرة قائد شرطة المنطقة، ولست تحت إمرة ذاك الضابط. لا أعتقد أنك قد ارتكبت أي جرم على أي حال، وإلا ما كنت لتتصرف كما تصرفت. لو كان قائد الشرطة هو من أرسلني، لكان الوضع مختلفا. ولكن بناء على الوضع الحالي، فإذا فتحت هذه الأصفاد، أعدك بأني لن أفعل شيئا آخر إلا إذا أمرت به. الأرجح أنهم سيكونون قد نسوك تماما بحلول هذا الوقت، ولا شيء مسجل على أي حال.» «أأنت صادق في قولك؟ ألن تأتي بأي خدع؟» «بالتأكيد لن آتي بأي خدع. ولا أظنك تشك في ذلك. لم أطلب أي خدمة من قبل، وفعلت كل ما بوسعي لأبقيك في عهدتي.»
فصاح ييتس قائلا: «لنكتف بهذا القدر من الحديث. سأخاطر بإطلاق سراحك.»
مد ستوليكر ذراعيه فوق رأسه بإنهاك حين حلت أصفاده.
قال وقد رحلت كيتي آنذاك: «ترى هل يوجد أي شيء يؤكل في البيت؟»
অজানা পৃষ্ঠা