صاح ييتس قائلا بحماس: «بالضبط يا رينمارك، بالضبط! قصر من الحجر الرملي الأسمر في شارع فيفث أفينيو وكوخ من جذوع الشجر على شواطئ بحيرة ليك سوبيريور! سيناسبني هذا تماما. سأقضي كل نصف من العام في أحد المكانين.»
قال البروفيسور متأملا: «نعم، كوخ من جذوع الشجر على الصخور وتحت الأشجار، وأمامه بحيرة، وسيكون من الرائع أن يلحق بالكوخ مكتبة جيدة.» «وصحيفة يومية. لا تنس الصحافة.» «كلا. هذا يتجاوز الحد الأقصى لما أسمح به هناك. فصحيفة يومية تعني وجود باخرة يومية أو قطار يومي. الأولى سترعب الأسماك وتبعدها والثاني سيعكر السكون بصافرته.»
تنهد ييتس. وقال: «لقد نسيت العقبات. هذه هي مشكلة الحضارة. لا تستطيع نيل ما تريده دون أن يجلب في أثره الكثير مما لا تريده. سأضطر إلى التخلي عن الصحيفة اليومية.» «بل وتوجد عقبة أخرى أيضا، أسوأ من الباخرة أو القطار.» «ما هي؟» «الصحيفة اليومية نفسها.»
انتصب ييتس في أرجوحته ساخطا.
صاح قائلا: «رينمارك! هذه إهانة للمقدسات. فلتقدس شيئا ما يا رجل من أجل الرب. إن كنت لا تحترم الصحافة، فماذا تحترم؟ ليس أعز مشاعري بالطبع، على أي حال، وإلا ما كنت لتتكلم بهذه الوقاحة. إذا تحدثت بلطف عن صحيفتي اليومية، فسأتقبل مكتبتك.» «وهذا يذكرني بشيء: هل أحضرت أي كتب معك يا ييتس؟ لقد طالعت معظم الكتب التي أحملها معي بالفعل، وإن كان العديد منها يستحق المطالعة مرة أخرى، ومع ذلك، لدي متسع هائل من الوقت إلى حد يجعلني أظن أنني ربما أستطيع الانغماس في قدر بسيط من القراءة العامة. فحين أرسلت إلي تطلب مني لقاءك في بافالو، ظننت أنك ربما كنت تعتزم التسكع في البلاد؛ لذا لم أحضر معي من الكتب قدر ما كان ينبغي أن أحضر لو كنت أعرف أنك ستخيم في العراء.»
هب ييتس قافزا من أرجوحته الشبكية. «كتب؟ حسنا، بالتأكيد! ربما تظن أنني لا أقرأ سوى الصحف اليومية. سأعرفك أنني قارئ مواظب على القراءة بعض الشيء. يجب ألا تتصور أنك تحتكر كل الثقافة في البلدة يا بروفيسور.»
دخل الشاب إلى الخيمة، وعاد منها بعد وقت قصير حاملا ملء ذراعيه مجلدات صغيرة ذات أغلفة ورقية صفراء أخذ يلقيها بغزارة عند قدمي الرجل الوافد من تورنتو. كان معظمها من روايات المغامرات الميلودرامية الرخيصة التي أصدرتها دار نشر «بيدل»، والتي حققت مبيعات هائلة آنذاك.
قال: «هاك، لديك الكم والكيف والتنوع، كما أشرت من قبل. «سو القاتل من كالامازوو»، هذه رواية جيدة. إنها قصة هندية ستجعل شعرك يتوقف حرفيا من فرط الرعب. وهذه التي تنظر إليها قصة عن القراصنة، بناء على صورة السفينة المحترقة الظاهرة على غلافها. ولكن إذا كنت تريد قصصا طويلة ممتازة عن قطاع الطرق، فهذه الطبعة الأخرى هي الأفضل. تلك مجموعة «سيكستين سترينج جاك». إنها ضخمة، وإن كان سعر الواحدة منها ربع دولار. يجب أن تبدأ بالمجلد الصحيح، وإلا ستندم. فكما ترى، إنها لا تنتهي أبدا في الحقيقة، مع أن كل مجلد من المفترض أن يكون تاما في حد ذاته. فالمجلدات تتوقف عند النقطة الأشد تشويقا، وتستأنف القصة في المجلد التالي. أرى هذه فكرة جيدة، لكنها مثيرة للغضب إذا بدأت من الكتاب الأخير. ستستمتع بهذا جدا. أنا سعيد بأنني أحضرتها معي.»
قال رينمارك وقد ارتسم على شفتيه شبح ابتسامة: «هذه نعمة. أستطيع القول بكل صدق إنها جديدة تماما علي.»
صاح ييتس بنبرة متعالية ملوحا بيده: «لا بأس يا بني. استخدمها كأنها ملكك.»
অজানা পৃষ্ঠা