87

============================================================

وأمرته أن يعطينا . فإن كان أعطاهم ولم يضيع شيئأ من الفرائض، ولم يختل في شيء، قيل له : قف. الآن هات شكر نعمة واحدة أنعمتها عليك، من اكلة أو شربة أو لقمة أولذة . فلم يزل يسأل *(1).

ويحك !! فمن الذي يتعرض لمثل هذه المساءلة . إلا كل مستدرج مغرور مثلك ؟

ويحك !! إن هذه المساءلة كانت لهذا الرجل الذي تقلب في الحلال، وقام بالحقوق كلها، فأدى الفرائض بحدودها، وحوسب هذه المحاسبة. فكيف تراه من يكون في حال أمثالنا الغرقي في فتن الدنيا وتخاليطها وشبهاتها وزينتها؟

ترك المال أفضل من جمعه: ويحك !! من أجل هذه المساءلة خاف المتقون أن يلتبسوا: بالدنيا، ورضوا بالكفاف منها، وعملوا بأنواع البر غير سبب المال. فلك ويحك- بهؤلاء الأخيار اسوة، فإن أبيت ذلك، وزعمت أنك بالغ في الورع والتقوى، ولم تجمع المال من حلال بزعمك للتعفف والبذل في سبيل الله تعالى، ولم تنفق شيئا من الحلال إلا بحق، ولم يتغير بسبب المال قلبك في شيء مما يحب الله تعالى، ولم تسخط الله عز وجل في شيء من سرائرك وعلانيتك فتخاف .

فإن كنت كذلك - ولست كذلك - فقد ينبغي لك أن ترضى بالبلغة، وتعتزل ذوي الأموال إذا وقفوا للسؤال، تستبق مع الزمرة الأولى في زمرة المصطفى محمد لا حبس عليك للمساءلة، فإما سلامة واما عطب. فإنه بلغنا أن رسول الله }قال : (1) حديث "يؤق بالرجل يوم القيامة وقد جمع" : أورده الغزالي في الإحياء، وقال العراقي : لم أقف له على أصل" . (إحياء علوم الدين 263/3) .

পৃষ্ঠা ৮৭